وكان لا يصلي صلاة الضحى ثم صلاها بعد . كان لا يصلي صلاة الضحى ثم صلاها بعد .
وعن كعب أنه قال لابن عباس : إني لا أجد في كتب الله صلاة بعد طلوع الشمس فقال : أنا أوجدك ذلك في كتاب الله تعالى يعني هذه الآية . ويحتمل أن يكون من أشرق القوم إذا دخلوا في الشروق ومنه قوله تعالى : " فأخذتهم الصيحة مشرقين " الحجر : 73 ، وقول أهل الجاهلية : أشرق ثبير ويراد وقت صلاة الفجر لانتهائه بالشروق . ويسبحن : في معنى ومسبحات على الحال . فإن قلت : هل من فرق بين يسبحن ومسبحات ؟ قلت : نعم وما اختير يسبحن على مسبحات إلا لذلك وهوالدلالة على حدوث التسبيح من الجبال شيئا بعد شيء وحالا بعد حال وكأن السامع محاضر تلك الحال يسمعها تسبح . ومثله قول الأعشى : إلى ضوء نار في يفاع تحرقولو قال : محرقة لم يكن شيئا . وقوله : " محشورة " في مقابلة : يسبحن إلا أنه لما لم يكن في الحشر ما كان في التسبيح من إرادة الدلالة على الحدوث شيئا بعد شيء جيء به اسما لا فعلا . وذلك أنه لو قيل : وسخرنا الطير يحشرن - على أن الحشر يوجد من حاشرها شيئا بعد شيء والحاشر هو الله D - لكان خلفا لأن حشرها جملة واحدة أدل على القدرة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما كان إذا سبح جاوبته الجبال بالتسبيح واجتمعت إليه الطير فسبحت فذلك حشرها . وقرىء : " والطير محشورة " بالرفع " كل له أواب " كل واحد من الجبال والطير لأجل داود أي : لأجل تسبيحه مسبح لأنها كانت تسبح بتسبيحه . ووضع الأواب موضع المسبح : إما لأنها كانت ترجع التسبيح والمرجع رجاع لأنه يرجع إلى فعله رجوعا بعد رجوع وإما لأن الأواب - وهو التواب الكثير الرجوع إلى الله وطلب مرضاته - من عادته أن يكثر ذكر الله ويديم تسبيحه وتقديسه . وقيل : الضمير لله أي : كل من داود والجبال والطير لله أواب أي مسبح مرجع للتسبيح " وشددنا ملكه " قويناه قال تعالى : " سنشد عضدك " القصص 35 ، وقرىء : و " شددنا " على المبالغة . قيل : كان يبيت حول محرابه أربعون ألف مستلئم يحرسونه وقيل : الذي شد الله به ملكه وقذف في قلوب قومه الهيبة : أن رجلا ادعى عنده على آخر بقرة وعجز عن إقامة البينة فأوحى الله تعالى إليه في المنام : أن اقتل المدعى عليه فقال : هذا منام فأعيد الوحي في اليقظة فأعلم الرجل فقال : إن الله D لم يأخذني بهذا الذنب ولكن بأني قتلت أبا هذا غيلة فقتله فقال الناس : إن أذنب أحد ذنبا أظهره الله عليه فقتله فهابوه " الحكمة " الزبور وعلم الشرائع . وقيل : كل كلام وافق الحق فهو حكمة . الفصل : التميز بين الشيئين . وقيل للكلام البين : فصل بمعنى المفصول كضرب الأمير لأنهم قالوا : كلام ملتبس وفي كلامه لبس . والملتبس : المختلط فقيل في نقيضه : فصل أي : مفصول بعضه من بعض فمعنى فصل الخطاب البين من الكلام الملخص الذي يتبينه من يخاطب به لا يلتبس عليه ومن فصل الخطاب وملخصه : أن لا يخطىء صاحبه مظان الفصل والوصل فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه ولا يتلو قوله : " فويل للمصلين " الماعون : 4 ، إلا موصولا بما بعده ولا " والله يعلم وأنتم " حتى يصله بقوله : " لا تعلمون " البقرة : 232 ، ونحو ذلك وكذلك مظان العطف وتركه والإضمار والإظهار والحذف والتكرار وإن شئت كان الفصل بمعنى الفاصل كالصوم والزور وأردت بفصل الخطاب : الفاصل من الخطاب الذي يفصل بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والصواب والخطأ وهو كلامه في القضايا والحكومات وتدابير الملك والمشورات