وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم .
ولكن تأخذ الآذان منه ... على قدر القرائح والعلوم .
وأنشدنا الحسن بن عبد الله قال أنشدني بعض مشايخنا للبحتري .
أهز بالشعر أقواما ذوي سنة ... لو أنهم ضربوا بالسيف ما شعروا .
علي نحت القوافي من مقاطعها ... وما علي لهم أن تفهم البقر .
فإذا كان نقد الكلام كله صعبا وتمييزه شديدا والوقوع على اختلاف فنونه متعذرا وهذا في كلام الآدميين - فما ظنك بكلام رب العالمين .
وقد أبنا لك أن من قدر أن البلاغة في عشرة أوجه من الكلام لا يعرف من البلاغة إلا القليل ولا يفطن منها إلا لليسير .
ومن زعم أن البديع يقتصر على ما ذكرناه من قبل عنهم في الشعر فهو متطرف .
بلى إن كانوا يقولون إن هذه من وجوه البلاغة وغرر البديع وأصول اللطيف وإن ما يجري مجرى ذلك ويشاكله ملحق بالأصل ومردود على القاعدة - فهذا قريب .
وقد بينا في نظم القرآن أن الجملة تشتمل على بلاغة منفردة والأسلوب يختص بمعنى آخر من الشرف .
ثم الفواتح والخواتم والمبادئ والمثاني والطوالع والمقاطع والوسائط والفواصل