فصل في كلام النبي وأمور تتصل بالإعجاز .
إن قال قائل إذا كان النبي أفصح العرب وقد قال هذا في حديث مشهور وهو صادق في قوله فهلا قلتم إن القرآن من نظمه لقدرته في الفصاحة على مقدار لا يبلغه غيره .
قيل قد علمنا أنه لم يتحدهم إلى مثل قوله وفصاحته والقدر الذي بينه وبين كلام غيره من الفصحاء كقدر ما بين شعر الشاعرين وكلام الخطيبين في الفصاحة وذلك مما لا يقع به الإعجاز .
وقد بينا قبل هذا أنا إذا وازنا بين خطبه ورسائله وكلامه المنثور وبين نظم القرآن تبين من البون بينهما مثل ما بين كلام الله D وبين كلام الناس فلا معنى لقول من ادعى أن كلام النبي معجز وإن كان دون القرآن في الإعجاز .
فإن قيل لولا أن كلام معجز لم يشتبه على ابن مسعود الفصل بين المعوذتين وبين غيرهما من القرآن