وبيت كشاجم أسلم من هذا وأبعد من الخلل وهو بقوله .
بحياة حسنك أحسني وبحق من ... جعل الجمال عليك وقفا أجملي .
وأما البيت الثاني فإن قوله في حيث حشا قوله في كلامه ووقع ذلك مستنكرا وحشيا نافرا عن طبعه جافيا في وضعه فهو كرقعة من جلد في ديباج حسن فهو يمحو حسنه ويأتي على جماله .
ثم في المعنى شيء لأن لجاج العذل لا يدل على هوى مجهول ولو كان مجهولا لم يهتدوا للعذل عليه فعلم أن المقصد استجلاب العبارات دون المعاني .
ثم لو سلم من هذا الخلل لم يكن في البيت معنى بديع ولا شيء يفوت قول الشعراء في العذل فان ذلك جملهم الذلول وقولهم المكرر المقول .
وأما قوله .
ماذا عليك من انتظار متيم ... بل ما يضرك وقفة في منزل .
إن سيل عي عن الجواب فلم يطق ... رجعا فكيف يكون إن لم يسأل .
لست أنكر حسن البيتين وظرفهما ورشاقتهما ولطفهما وماءهما وبهجتهما إلا أن البيت الأول منقطع عن الكلام المتقدم ضربا من الانقطاع لأنه لم يجر لمشافهة العاذل ذكر وإنما جرى ذكر العذال على وجه لا يتصل هذا البيت به ولا يلائمه .
ثم الذي ذكره من الانتظار - وإن كان مليحا في اللفظ - فهو في