كأنه نصب كأسه قمر ... يكرع في بعض أنجم الفلك .
قال فأنشدني أبو نواس بعد أيام قصيدته التي يقول فيها .
أعاذل أعتبت الإمام وأعتبا ... وأعربت عما في الضمير وأعربا .
وقلت لساقيها أجزها فلم أكن ... ليأبى أمير المؤمنين وأشربا .
فجوزها عنى عقارا ترى لها ... إلى الشرف الأعلى شعاعا مطنبا .
إذا عب فيها شارب القوم خلته ... يقبل في داج من الليل كوكب .
قال فقلت له يا أبا على هذه مصالتة فقال أتظن أنه يروي لك معنى وأنا حي .
فتأمل هذا الأخذ وهذا الوضع وهذا الاتباع .
أما الخليع فقد رأى الإبداع في المعنى فأما العبارات فإنها ليست على ما ظنه لأن قوله يكرع ليس بصحيح وفيه ثقل بين وتفاوت وفيه إحالة لأن القمر لا يصح تصورا أن يكرع في نجم