اتفاقه في هذا الكلام وتمكن الفاصلة وملاءمته لما قبله وذلك قوله فانظري ماذا تأمرين .
ثم إلى هذا الاختصار والى هذا البيان مع الإيجاز فإن الكلام قد يفسده الاختصار ويعميه التخفيف منه والإيجاز وهذا مما يزيده الاختصار بسطا لتمكنه ووقوعه ويتضمن الإيجاز منه تصرفا يتجاوز محله وموضعه .
وكم جئت إلى كلام مبسوط يضيق عن الأفهام ووقعت على حديث طويل يقصر عما يراد به من التمام ثم لو وقع على الأفهام والتمام أخل بما يجب فيه من شروط الإحكام أو بمعاني القصة وما تقتضي من الإعظام .
ثم لو ظفرت بذلك كله رأيته ناقصا في وجه الحكمة أو مدخولا في باب السياسة او مضعوفا في طريق السيادة أو مشترك العبارات إن كان مستجود المعنى العبارة مشترك المعنى أو جيد البلاغة مستجلب المعنى أو مستجود أو مستجلب البلاغة جيد المعنى أو مستنكر اللفظ وحشي العبارة أو مستبهم الجانب مستكره الوضع .
وأنت لا تجد في جميع ما تلونا عليك إلا ما إذا بسط أفاد وإذا اختصر كمل في بابه وجاد وإذا سرح الحكيم في جوانبه طرف خاطره وبعث العليم في أطرافه عيون مباحثه لم يقع إلا على محاسن تتوالى وبدائع تترى .
ثم فكر بعد ذلك في آية آية أو كلمة كلمة في قوله إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون .
هذه الكلمات الثلاث كل واحدة منها كالنجم في علوه ونوره وكالياقوت