ووجه آخر وهو أن هذه السورة بعد النجم كالأعراف بعد الأنعام وكالصافات بعد يس في أنها تفصيل لأحوال الأمم المشار إلى إهلاكهم في قوله هناك وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى 50 53 .
سورة الرحمن .
أقول لما قال سبحانه وتعالى في آخر القمر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر 46 ثم وصف حال المجرمين في سقر وحال المتقين في جنات ونهر فصل هذا الإجمال في هذه السورة أتم تفصيل على الترتيب الوارد في الإجمال .
فبدأ بوصف مرارة الساعة والإشارة إلى إدهائها ثم وصف النار وأهلها والجنة وأهلها ولذا قال فيهم ولمن خاف مقام ربه جنتان 46 وذلك هو عين التقوى ولم يقل لمن آمن وأطاع أو نحوه لتتوافق الألفاظ في التفصيل و المفصل .
وعرف بذلك أن هذه السورة بأسرها شرح لآخر السورة التي قبلها فلله الحمد على ما ألهم وفهم .
سورة الواقعة .
أقول هذه السورة متآخية مع سورة الرحمن في أن كلا منهما في وصف