الإشارة بقوله رب العالمين الرحمن الرحيم ومعرفة المعاد وهو المومأ اليه بقوله مالك يوم الدين .
وثانيها علم ما يحصل به الكمال وهو علم الأخلاق وأجله الوصول الى الحضرة الصمدانية والإلتجاء الى جناب الفردانية والسلوك لطريقة الاستقامة فيها واليه الاشارة بقوله أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضآلين .
قال و جميع القرآن تفصيل لما أجملته الفاتحة فإنها بنيت على اجمال ما يحويه القرآن مفصلا فإنها واقعة في مطلع التنزيل والبلاغة فيه أن تتضمن ما سيق الكلام لأجله ولهذا لا ينبغي أن يقيد شيء من كلماتها ما أمكن الحمل على الإطلاق .
وقال الغزالي في خواص القرآن مقاصد القرآن ستة ثلاثة مهمة وثلاثة تتمة .
الأولى تعريف المدعو اليه كما أشير اليه بصدرها وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها وتعريف الحال عند الرجوع اليه تعالى وهو الآخرة كما أشير اليه بقوله مالك يوم الدين .
والأخرى تعريف أحوال المطيعين كما أشار اليه بقوله الذين أنعمت عليهم وتعريف منازل الطريق كما أشير اليه بقوله اياك نعبد واياك نستعين