1925 - لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق قيل المراد بهم العرب والغرب الدلو الكبيرة لاختصاصهم بها غالبا وقيل المراد القوة والشدة والجد وغرب كل شيء حده وقيل المراد الغرب من الأرض الذي هو ضد الشرق فقيل المراد أهل الشام وقيل الشام وما وراء ذلك وقيل أهل بيت المقدس قال القرطبي أول الغرب بالنسبة إلى المدينة النبوية هو الشام وآخره حيث تنقطع الأرض من الغرب الأقصى وما بينهما كل ذلك يقال عليه مغرب فهل المراد المغرب كله أو أوله كل ذلك محتمل وقال أبو بكر الطرطوشي في رسالة بعث بها إلى أقصى المغرب الله أعلم هل أرادكم رسول الله صلى الله عليه وسلّم بهذا الحديث أو أراد بذلك جملة أهل المغرب لماهم عليه من التمسك بالسنة والجماعة وطهارتهم من البدع والإحداث في الدين والاقتفاء لآثار من مضى من السلف الصالح انتهى ومما يؤيد أن المراد بالغرب من الأرض رواية عبد بن حميد وبقي بن مخلد ولا يزال أهل الغرب ورواية الدارقطني لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة قلت لا يبعد أن يراد بالمغرب مصر فإنها معدودة في الخط الغربي بالاتفاق وقد روى الطبراني والحاكم وصححه عن عمرو بن الحمق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي قال بن الحمق فلذلك قدمت عليكم مصر وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر وزاد فيه وأنتم الجند الغربي فهذه منقبة لمصر في صدر الملة واستمرت قليلة الفتن معافاة طول الملة لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار وما زالت معدن العلم والدين ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر