في هذه الواو أقوال إحداها أن الأول والثاني وصفان لما قبلها أي هم ثلاثة وكذلك الثاني أي هم خمسة سادسهم كلبهم والثالث عطف على ما قبله أي هم سبعة عطف عليه وثامنهم كلبهم .
وقيل كل واحد من الثلاثة جملة وقعت بعدها جملة وكل جملة وقعت بعدها جملة فيها عائد يعود منها إليها فأنت في إلحاق واو العطف وحذفها بالخيار وليس في هذين القولين ما يوجب تخصيص الثالث بالواو .
وقال بعض النحويين السبعة نهاية العدد ولهذا كثر ذكرها في القرآن والأخبار والثمانية تجري مجرى استئناف كلام ومن هنا لقبه جماعة من المفسرين بواو الثمانية واستدلوا بقوله سبحانه التائبون العابدون الحامدون إلى والناهون عن المنكر 9 112 الآية وبقوله مسلمات مؤمنات قانتات إلى ثيبات وأبكارا 66 5 الآية وبقوله وفتحت أبوابها 39 73 وزعموا أن هذه الواو تدل على أن أبوابها ثمانية ولكل واحد من هذه الآيات وجوه ذكرتها في موضعها .
وقيل إن الله حكى القولين الأولين ولم يرضهما وحكى القول الثالث فارتضاه وهو قوله ويقولون سبعة ثم استأنف فقال وثامنهم كلبهم ولهذا عقب الأول والثاني بقوله رجما بالغيب 22 ولم يقل في الثالث .
فإن قيل وقد قال في الثالث قل ربي أعلم بعدتهم 22 .
فالجواب تقديره قل ربي أعلم بعدتهم وقد أخبركم أنهم سبعة وثامنهم كلبهم بدليل قوله ما يعلمهم إلا قليل 22 ولهذا قال ابن عباس أنا من ذلك القليل فعد أسماءهم