في أصل الحديث الذي ذكره واكتفى به على عادته بذكر ترجمة ويذكر فيها ما تضمنه بعض طرق الحديث الذي يذكره إما لكون تلك الطريق على غير شرطه أو باكتفائه بالإشارة أو لغير ذلك من الأغراض وتمامه عند مسلم فإنه أخرجه من طريق ابن عيينة عن منصور التي أخرجه منها البخاري فذكره بعد قوله كيف تغتسل ثم تأخذ ثم رواه من طرق أخرى عن صفية عن عائشة وفيها كيفية الاغتسال ولفظه فقال تأخذ إحداكن ماءها وسدرها فتطهر فتحسن الطهور ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حتى تبلغ شؤون رأسها أي أصوله ثم تصب عليها الماء ثم تأخذ فرصة فذكر الحديث وإنما لم يخرج البخاري هذا الطريق لكونه من رواية إبراهيم بن مهاجر عن صفية وليس هو على شرطه وقال البخاري عن علي بن المديني لإبراهيم هذا نحو أربعين حديثا وقال ابن مهدي قال سفيان لا بأس به وقال أحمد لا بأس به وقال يحيى بن سعيد القطان لم يكن يقوي وذكره ابن الجوزي في الضعفاء .
ذكر رجاله وهم حمسة الأول يحيى هو ابن موسى البلخي وجزم به ابن السكن في روايته عن الفربري وقال البيهقي هو يحيى بن جعفر وقال الغساني في ( تقييد المهمل ) قال ابن السكن يحيى هو ابن عيينة المذكور في باب الحيض هو يحيى ابن موسى وقال في موضع آخر منه على سبيل القاعدة الكلية كل ما كان للبخاري في هذا الصحيح عن يحيى غير منسوب فهو يحيى بن موسى البلخي المعروق ببخت بفتح الخاء المنقوطة وشدة المثناة من فوق ويعرف بالخنثى وبابن خت أيضا كان من خيار المسلمين مات سنة أربعين ومائتين وقال وذكر أبو نصر الكلاباذي أنه يحيى بن جعفر أي البيكندي يروي عن ابن عيينة وقال الكرماني وفي بعض النسخ التي عندنا هكذا حدثني يحيى بن البيكندي حدثنا ابن عيينة وقال صاحب ( التوضيح ) ووقع في شرح بعض شيوخنا حدثنا يحيى يعني ابن معاوية بن أعين ولا أعلم في البخاري من اسمه كذلك وفي ( أسماء رجال الصحيحين ) يحيى بن موسى بن عبد ربه بن سالم أبو زكريا السختياني الحذائي البلخي يقال له خت روى عنه البخاري في البيوع والحج ومواضع وذكر ابن ماكولا في باب خت وخب وثب أما خت بخاء معجمة وتاء معجمة باثنتين من فوقها فهو يحيى بن موسى يعرف بابن البلخي بابن خت البلخي الثاني سفيان بن عيينة الثالث منصور بن صفية الرابع صفية بنت شيبة الخامس عائشة Bها .
ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع ووقع في ( مسند الحميدي ) التصريح بالسماع في جميع السند وفيه أن رواته ما بين بلخي ومكي .
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري في الطهارة عن مسلم بن إبراهيم عن وهيب وفي الاعتصام عن محمد بن عيينة عن فضل بن سليمان وفيهما جميعا عن يحيى عن سفيان بن عيينة ثلاثتهم عن منصور بن عبد الرحمن وهو منصور بن صفية وأخرجه مسلم في الطهارة عن عمرو الناقد وابن أبي عمر كلاهما عن سفيان به وعن أحمد بن سعيد الدارمي عن حبان بن هلال عن وهيب به وأخرجه النسائي فيه عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري عن سفيان به وعن الحسن بن محمد عن عفان عن وهيب به .
ذكر لغاته قوله فرصة المشهور فيه كسر الفاء وسكون الراء قال مسدد كان أبو عوانة يقول فرصة وكان أبو الأحوص يقول فرصة وقال ابن سيده فرص الجلد فرصا قطعة والمفراص الحديدة التي يقطع بها والفرصة والفرصة والفرصة الأخيرتان عن كراع القطعة من الصوف أو القطن وقال كراع هي الفرصة بالفتح والفرصة القطعة من المسك عن الفارسي حكاه في البصريات وقال أبوعلي الهجري في كتاب ( الأمالي ) وقد فرص يفرص لزيد من حقه يعني قطع له منه شيئا وقال أبو سليمان يفرص وأفرص لزيد فريصة من حقه بجر الفاء لا اختلاف فيها وافترص لي من حقي فرصة الفرصة الخرقة التي تستعملها الحائض لتعرق التبرأة ونقاءها عند الحيض في آخره وفي ( غريب ) أبي عبيد هي القطعة من الصوف أو القطن أو غير ذلك وفي ( الباهر ) لابن عديس والفرص بالكسر والصاد جمع الفرصة وهي القطعة من المسك وأنكر ابن قتيبة كونها بالفاء وقال إنما هي فرصة بالقاف والضاد المعجمة وهي القطعة وقال بعضهم إنما هي فرصة بقاف وصاد مهملة وقال المنذري أي شيئا يسيرا مثل الفرصة بطرف الإصبعين قوله من مسك يعني دم الغزال المعروف وقال بعضهم ميمه مفتوحة أي جلد عليه شعر قال القاضي عياض وهي رواية الأكثرين وأنكرها ابن قتيبة وقال المسك لم يكن عندهم من