أي هذا باب فيه كم التعزير وأشار بلفظ كم إلى الخلاف في عدد التعزير على ما يجيء عن قريب والتعزير مصدر من عزر بالتشديد مأخوذ من العزر وهو الرد والمنع واستعمل في الدفع عن الشخص لدفع أعدائه عنه ومنعهم عن إضراره ومنه عزره القاضي إذا أدبه لئلا يعود إلى القبيح ويكون بالقول والفعل بحسب ما يليق بالمعزر قوله والأدب بمعنى التأديب وهو أعم من التعزير ومنه تأديب الوالد وتأديب المعلم وقال الأزهري وأبو زيد الأدب اسم يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل .
واختلف العلماء في مبلغ التعزير على أقوال أحدها لا يزاد على عشر جلدات إلا في حد وهو قول أحمد وإسحاق والثاني روي عن الليث أنه قال يحتمل أن لا يتجاوز بالتعزير عشرة أسواط ويحتمل ما سوى ذلك والثالث أن لا يبلغ فوق عشرين سوطا والرابع أن لا يبلغ أكثر من ثلاثين جلدة وهما مرويان عن عمر رضي الله تعالى عنه والخامس قال الشافعي في قوله الآخر لا يبلغ عشرين سوطا والسادس قال أبو حنيفة ومحمد لا يبلغ به أربعين سوطا بل ينقص منه سوطا وبه قال الشافعي في قول والسابع قال ابن أبي ليلى وأبو يوسف أكثره خمسة وسبعون سوطا والثامن قال مالك التعزير ربما كان أكثر من الحد إذا أدى الإمام اجتهاده إلى ذلك وروي مثله عن أبي يوسف وأبي ثور والتاسع قال الليث لا يتجاوز تسعة وأقل وبه قال أهل الظاهر نقله ابن حزم والعاشر قال الطحاوي ولا يجوز اعتبار التعزير بالحدود لأنهم لم يختلفوا في أن التعزير موكول إلى اجتهاد الإمام فيخفف تارة ويشدد أخرى .
6848 - ح ( دثنا عبد الله بن يوسف ) حدثنا ( الليث ) حدثني ( يزيد بن أبي حبيب ) عن ( بكير بن عبد الله ) عن ( سليمان بن يسار ) عن ( عبد الرحمان بن جابر بن عبد الله ) عن ( أبي بردة ) Bه قال كان النبي يقول لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله .
مطابقته للترجمة من حيث إنه بين قوله في الترجمة كم التعزير وفيه بحث يأتي عن قريب .
ويزيد من الزيادة ابن أبي حبيب بفتح الحاء المهملة أبو رجاء المصري واسم أبي حبيب سويد وبكير بضم الباء الموحدة ابن عبد الله بن الأشج وسليمان بن أبي يسار ضد اليمين وعبد الرحمان بن جابر بن عبد الله الأنصاري وفي رواية الأصيلي عن أبي أحمد الجرجاني عبد الرحمان عن جابر ثم خط على قوله عن جابر فصار عن عبد الرحمان عن أبي بردة بضم الباء الموحدة اسمه هانىء بكسر النون ابن نيار بكسر النون وتخفيف الياء آخر الحروف الأوسي الحارثي الأنصاري المدني خال البراء بن عازب شهد بدرا وسمع النبي وروى عنه جابر بن عبد الله عند الشيخين وعبد الرحمان بن جابر عند البخاري هاهنا .
وأخرجه مسلم في الحدود عن أحمد بن عيسى وأخرجه أبو داود فيه عن قتيبة عن الليث به وعن أحمد بن صالح عن ابن وهب به وأخرجه الترمذي فيه عن قتيبة وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة وعن محمد بن أبي عبد الرحمان المنقري عن أبيه عن سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير عن سليمان عن عبد الرحمان بن فلان عن أبي بردة به وعن محمد بن وهب الحراني عن محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير عن سليمان عن عبد الرحمان بن جابر عن أبيه عن أبي بردة وفي المحاربة عن محمد بن عبد الله بن بزيغ عن فضيل بن سليمان نحوه وابن ماجه في الحدود عن محمد بن رمح التجيبي عن الليث به وفي حديث أبي لهيعة حدثني بكير عن سليمان عن عبد الرحمان بن جابر حدثني أبو بردة به وقال الدارقطني قال مسلم عن عبد الرحمان بن جابر عن رجل من الأنصار عن رسول الله وقال حفص بن ميسرة عن عبد الرحمان بن جابر عن أبيه قال والقول قول الليث ومن تابعه وفي موضع آخر حديث عمرو بن الحارث عن بكير عن سليمان عن عبد الرحمان بن جابر عن أبيه عن أبي بردة صحيح وقال البيهقي هذا حديث ثابت وأحسن ما يصار إليه في هذا ما ثبت عن بكير فذكره قال وقد أقام إسناده عمرو بن الحارث فلا يضره تقصير من قصره فإن قلت قال ابن المنذر في إسناده مقال ونقل ابن بطال عن الأصيلي أنه اضطرب حديث عبد الله بن جابر