غير أن السائل منهم كان عمرو بن أبي حسن ويوضح ذلك ما رواه أبو نعيم في ( المستخرج ) من حديث الدراوردي عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عمه عمرو بن أبي حسن قال كنت كثير الوضوء فقلت لعبد الله بن زيد الحديث السادس من الرجال عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله تعالى عنه .
بيان لطائف اسناده منها أن فيه التحديث بصيغة الجمع والأخبار كذلك والعنعنة والقول ومنها أن رواته كلهم مذنيون إلا عبد الله بن يوسف وقد دخلها ومنها أن فيه رواية الابن عن الأب .
بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري في الطهارة في خمسة مواضع عن عبد الله بن يوسف هنا وعن موسى ابن إسماعيل وسليمان بن حرب كلاهما عن وهيب وعن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال وعن مسدد عن خالد بن عبد الله وعن أحمد ابن يونس عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون خمستهم عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه به وأخرجه مسلم في الطهارة أيضا عن محمد بن الصباح وعن القاسم بن زكريا وعن إسحاق بن موسى وعن عبد الرحمن بن بشر وأخرجه الأربعة أيضا في الطهارة فأبو داود عن مسدد وعن القعنبي وعن الحسن بن علي والترمذي عن إسحاق بن موسى الأنصاري به مختصرا والنسائي عن عقبة بن عبد الله بن اليعمري وعن محمد بن مسلمة والحارث بن مسكين وعن محمد بن منصور وابن ماجه عن الربيع بن سليمان وحرملة بن عيسى كلاهما عن الشافعي عن مالك وعن أبي بكر بن أبي شيبة مختصرا وعن علي بن محمد مختصرا .
بيان اللغات والمعاني قوله فأفرغ على يده أي فصب الماء على يده وفي بعض الروايات يديه قوله وفي رواية موسى عن وهيب فأكفأ بهمزتين وفي رواية سليمان بن حرب في باب مسح الرأس مرة عن وهيب فكفأ بفتح الكاف وهما لغتان بمعنى يقال كفأ الإناء وأكفأه إذا أماله وقال الكسائي كفأت الإناء كببته وأكفأته أملته والمراد في الموضعين أفراغ الماء من الإناء على اليد قوله فغسل يده مرتين بإفراد اليد في رواية مالك وتثنية اليد في رواية وهيب وسليمان بن بلال عند البخاري وكذا الدراورذي عند ابي نعيم وفي رواية مالك فغسل يده مرتين بإفراد اليد يحمل على الجنس ثم إنه عند مالك مرتين وعند هؤلاء ثلاثا وكذا لخالد بن عبد الله عند مسلم فان قلت لم لا يحمل هذا على الوقعتين قلت المخرج واحد والأصل عدم التعدد قوله ثم تمضمض واستنثر وفي رواية الكشميهني مضمض واستنشق ومعنى استنثر استنشق الماء ثم استخراج ذلك بنفس الأنف والنثرة الخيشوم وما ولاه وتشق واستنشق الماء في أنفه صبه فيه ويقال نشر وانتشر واستنشر إذا حرك النشرة وهي طرف الأنف وقال بعضهم الاستنثار يستلزم الاستنشاق بلا عكس قلت لا نسلم ذلك فقال ابن الأعرابي وابن قتيبة الاستنشاق والاستنثار واحد قوله ثم غسل وجهه ثلاثا أي ثلاث مرات ولم تختلف الروايات في ذلك قوله ثم غسل يديه مرتين مرتين كذا بتكرار مرتين ولم تختلف الروايات عن عمرو بن يحيى في غسل اليدين مرتين مرتين وفي رواية مسلم من طريق حبان بن واسع عن عبد الله بن زيد انه رأى النبي E توضأ وفيه يده اليمنى ثلاثا ثم الأخرى ثلاثا فيحمل عل أنه وضوء آخر لكون مخرج الحديثين غير متحد قوله إلى المرفقين كذا رواية الأكثرين وفي رواية المستملي والحموي إلى المرفق بالإفراد على إرادة الجنس قوله ثم مسح رأسه زاد ابن الطباع لفظه كله وكذا في رواية ابن خزيمة وفي رواية خالد بن عبد الله مسح برأسه بزيادة الباء قوله ثم غسل رجليه وفي رواية وهيب الآتية إلى الكعبين .
بيان الإعراب قوله أتستطيع الهمزة فيه للاستفهام قوله أن تريني فكلمة أن مصدرية والجملة في محل النصب على أنها مفعول تستطيع والتقدير هل تستطيع الإراءة إياي كيف كان رسول الله يتوضأ قوله يتوضأ جملة في محل النصب على أنها خبر كان ويجوز أن تكون تامة ويكون قوله يتوضأ حالا قوله نعم مقول القول وهو يكون جملة والتقدير نعم أستطيع أن أريك قوله فدعا بماء الفاء للتعقيب وكذا الفاء في فافرغ وفي فغسل يديه وأما كلمة ثم في ستة مواضع في الحديث بمعنى الواو وليست على معناها الأصلي وهو الإمهال كذا قال ابن بطال قلت ثم