أي هذا باب في بيان سكرات الموت وهي جمع سكرة بفتح السين وسكون الكاف وهي شدة الموت وغمه وغشيته والسكر بضم السين حالة تعرض بين المرء وعقله وهو اسم والمصدر سكر بفحتين يسكر سكرا قال الجوهري وقد سكر يسكر سكرا مثل بطر يبطر بطرا والاسم السكر بالضم انتهى وأكثر ما يستعمل في الشراب ويطلق في الغضب والعشق والنعاس والغشي الناشىء عن الألم والسكر بالفتح وسكون الكاف مصدر سكرت النهر أسكره سكرا إذا سددته والسكر بفتحتين نبيذ التمر .
0156 - حدثني ( محمد بن عبيد بن ميمون ) حدثنا ( عيسى بن يونس ) عن ( عمر بن سعيد ) قال أخبرني ( ابن أبي مليكة ) أن ( أبا عمرو ذكوان ) مولى ( عائشة ) أخبره أن عائشة Bها كانت تقول إن رسول الله كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء شك عمر فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول لا إلاه إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول في الرقيق الأعلى حتى قبض ومالت يده .
مطابقته للترجمة في قوله إن للموت سكرات وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي وابن أبي مليكة عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي مليكة بضم الميم واسمه زهير التيمي الأحول المكي القاضي على عهد ابن الزبير وأبو عمرو بالواو ذكوان بفتح الذال المعجمة .
والحديث مختصر من حديث أخرجه في المغازي بهذا الإسناد المذكور بعضه .
قوله ركوة بفتح الراء وهو إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء والجمع ركاء قوله أو علبة بضم العين المهملة قال أبو عبيد العلبة من الخشب والركوة من الجلد وقال العسكري في ( تلخيصه ) العلبة قدح الأعراب يتخذ من جلد ويعلق بجنب البعير والجمع علاب وفي ( الموعب ) لابن التياني العلبة على مثال ركوة القدح الضخم من جلد الإبل وعن أبي ليلى العلبة أسفلها جلد وأعلاها خشب مدور لها إطار كإطار المنخل والغربال وتجمع على علب وفي ( المحكم ) هي كهيئة القصعة من جلد لها طوق من خشب قوله شك عمر يعني عمر بن سعيد المذكور وفي باب وفاة النبي يشك عمر بلفظ المضارع وفي يرواية الإسماعيلي شك ابن أبي حسين قوله يدخل يديه من الإدخال ويديه بالتثنية رواية الكشميهني وفي رواية غيره بالإفراد وعلى هذا قوله بهما بالتثنية أو بالإفراد قوله في الرفيق أي أدخلني في جملتهم أي اخترت الموت .
وقال أبو عبد الله ) العلبة من الخشب والركوة من الأدم .
أبو عبد الله هو البخاري نفسه وقد فسر العلبة بما فسره أبو عبيد كما ذكرناه الآن وهذا ثبت في رواية المستملي وحده .
98 - ( حدثني صدقة أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي فيسألونه متى الساعة فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم قال هشام يعني موتهم ) .
يمكن أن يؤخذ وجه المطابقة من قوله موتهم لأن كل موت فيه سكرة وصدقة هو ابن الفضل المروزي وعبدة بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة هو ابن سليمان وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها والحديث من أفراده ونظيره حديث أنس مضى في كتاب الأدب في باب ما جاء في قول الرجل ويلك قوله الأعراب هم ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة والعرب اسم لهذا الجيل المعروف من الناس ولا واحد له من لفظه وسواء أقام بالبادية أو المدن والنسبة إليهما أعرابي وعربي وقال الجوهري