كان أنس رأى ذلك في زمن النبي فيعارض حديث عقبة وهو الذي أخرجه النسائي وابن حبان وصححه أن النبي كان يمنع أهله الحرير والحلية وإن كان بعد النبي كان دليلا على نسخ حديث عقبة قلت قد طعن بعضهم على الطحاوي في هذا الترديد بما ملخصه أنه خفي عليه موت أم كلثوم فإنها ماتت في حياة النبي كما ذكرناه آنفا فدعوى المعارضة مردودة وكذا دعوى النسخ انتهى ويمكن أن يوجه كلام الطحاوي بأن يقال معنى قوله وإن كان بعد النبي أي وإن كان إخباره بذلك بعد النبي فعلى هذا يصح دعوى النسخ ثم إن الطاعن المذكور قال الجمع بينهما أي بين حديث أنس وحديث عقبة بن عامر واضح يحمل النهي في حديث عقبة على التنزيه قلت حديث أنس لا يعارضه حديث عقبة لأن تصحيح البخاري أقوى من تصحيح غيره فالمعارضة تقتضي المساواة والله أعلم .
31 - .
( باب ما كان النبي يتجوز من اللباس والبسط ) .
أي هذا باب في بيان ما كان النبي يتجوز من التجوز وهو التخفيف وحاصل معناه أنه كان يتوسع فلا يضيق بالاقتصار على صنف واحد من اللباس وقيل ما يطلب النفيس والعالي بل يستعمل ما تيسر ووقع في رواية الكشميهني ما يتجزى ضبطه بعضهم بجيم وزاي مفتوحة مشددة بعدها ألف وما أظنه صحيحا إلا بالحاء المهملة والراء قوله والبسط ضبطه بعضهم بالباء الموحدة المفتوحة ثم قال وهو ما يبسط ويجلس عليه وقال الكرماني البسط جمع البساط فحينئذ لا تكون الباء إلا مضمومة وما أظن الصحيح إلا هذا .
61 - ( حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن ابن عباس Bهما قال لبثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي فجعلت أهابه فنزل يوما منزلا فدخل الأراك فلما خرج سألته فقال عائشة وحفصة ثم قال كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقا من غير أن ندخلهن في شيء من أمورنا وكان بيني وبين امرأتي كلام فأغلظت لي فقلت لها وإنك لهناك قالت تقول هذا لي وابنتك تؤذي النبي فأتيت حفصة فقلت لها إني أحذرك أن تعصي الله ورسوله وتقدمت إليها في أذاه فأتيت أم سلمة فقلت لها فقالت أعجب منك يا عمر قد دخلت في أمورنا فلم يبق إلا أن تدخل بين رسول الله وأزواجه فرددت وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله وشهدته أتيته بما يكون وإذا غبت عن رسول الله وشهد أتاني بما يكون من رسول الله وكان من حول رسول الله قد استقام له فلم يبق إلا مالك غسان بالشأم كنا نخاف أن يأتينا فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول إنه قد حدث أمر قلت له وما هو أجاء الغساني قال أعظم من ذاك طلق رسول الله نساءه فجئت فإذا البكاء من حجرهن كلها وإذا النبي قد صعد في مشربة له وعلى باب المشربة وصيف فأتيته فقلت استأذن لي فأذن لي فدخلت فإذا النبي على حصير قد أثر في جنبه وتحت رأسه مرفقة من أدم حشوها ليف وإذا أهب معلقة وقرظ فذكرت الذي قلت لحفصة