فإنه من فعل أهل الريب ويكره أن يفعل شيئا يظن به الريبة .
وقال أنس عصب النبي على رأسه حاشية برد .
هذا أيضا طرف من حديث أخرجه في الباب المذكور في مناقب الأنصار من طريق هشام بن زيد بن أنس سمعت أنس بن مالك يقول فذكر الحديث وفيه فخرج النبي وقد عصب على رأسه حاشية برد قوله عصب بتشديد الصاد وقال الجوهري حاشية البرد جانبه وقال القزاز حاشية الثوب ناحيتاه اللتان في طرفهما المهدب واعترض الإسماعيلي بأن ما ذكره من العصابة لا يدخل في التقنع لأن التقنع تغطية الرأس والعصابة شد الخرقة على ما أحاط بالعمامة وأجاب بعضهم بقوله الجامع بينهما وضع شيء زائد على الرأس فوق العمامة قلت في كل من الاعتراض والجواب نظر أما في الاعتراض فلأن قوله والعصابة شد الخرقة على ما أحاط بالعمامة ليس كذلك بل العصابة شد الرأس بخرقة مطلقا وأما في الجواب فلأن قوله زائد لا فائدة فيه وكذلك قوله فوق العمامة لأنه يلزم من أنه إذا كانت تحت العمامة لا تسمى عصابة .
5807 - حدثنا ( إبراهيم بن موسى ) أخبرنا ( هشام ) عن ( معمر ) عن ( الزهري ) عن ( عروة ) عن ( عائشة ) Bها قالت هاجر إلى الحبشة رجال من المسلمين وتجهز أبو بكرة مهاجرا فقال النبي على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر أو ترجوه بأبي أنت وأمي قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على النبي ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر قال عروة قالت عائشة فبينا نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة فقال قائل لأبي بكر هاذا رسول الله مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها قال أبو بكر فدا له بأبي وأمي والله إن جاء به في هاذه الساعة إلا لأمر فجاء النبي فاستأذن فأذن له فدخل فقال حين دخل لأبي بكر أخرج من عندك قال إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال فإني قد أذن لي في الخروج قال فالصحبة بأبي أنت يا رسول الله قال نعم قال فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين قال النبي بالثمن قالت فجهزناهما أحث الجهاز ووضعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب ولذالك كانت تسمى ذات النطاقين ثم لحق النبي وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور فمكث فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب لقن ثقف فيرحل من عندهما سحرا فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذالك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسلها حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذالك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث .
مطابقته للترجمة في قوله هذا رسول الله مقبلا متقنعا .
وهشام هو ابن يوسف ومعمر بن راشد .
والحديث بعين هذا الإسناد مضى في الإجارة مختصرا في باب استئجار المشركين عند الضرورة ومضى أيضا في باب هجرة النبي مطولا جدا أخرجه عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل قال ابن شهاب فاخبرني عروة بن الزبير أن عائشة Bها إلى آخره ومضى الكلام فيه .
قوله هاجر إلى الحبشة رجال من المسلمين ويروى هاجر إلى الحبشة