وأورد عليه بما رواه البزار وابن حبان والحاكم في ( صحيحيهما ) عن عائشة قالت عق رسول الله عن الحسن والحسين Bهما يوم السابع وسماهما وروى الترمذي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال أمرني رسول الله بتسمية المولود لسابعه وعن ابن عباس قال سبعة من السنة فالصبي يوم السابع يسمى ويختن يماط عنه الأذى ويثقب أذنه ويعق عنه ويحلق رأسه ويلطخ من عقيقته ويتصدق بوزن شعره ذهب أو فضة أخرجه الدارقطني في ( الأوسط ) وفي سنده ضعف وفيه أيضا عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما رفعه إذا كان يوم السابع للمولود فأهريقوا عنه دما واميطوا عنه الأذى وسموه وإسناده حسن وقال الخطابي ذهب كثير من الناس إلى أن التسمية تجوز قبل ذلك وقال محمد بن سيرين وقتادة والأوزاعي إذا ولد وقد تم خلقه يسمى في الوقت إن شاء وقال المهلب وتسمية المولود حين يولد وبعد ذلك بليلة أو ليلتين وما شاء إذا لم ينو الأب العقيقة عند يوم سابعه جائز وإن أراد أن ينسك عنه فالسنة أن تؤخر تسميته إلى يوم النسك وهو السابع .
والحكم الثاني تحنيك المولود وقد ذكرناه فإن قلت ما الحكمة في تحنيكه قلت قال بعضهم يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل فيقوى عليه فيا سبحان الله ما أبرد هذا الكلام وأين وقت الأكل من وقت التحنيك وهو حين يولد والأكل غالبا بعد سنتين أو أقل أو أكثر والحكمة فيه أنه يتفاءل له بالإيمان لأن التمر ثمرة الشجرة التي شبهها رسول الله بالمؤمن وبحلاوته أيضا ولا سيما إذا كان المحنك من أهل الفضل والعلماء والصالحين لأنه يصل إلى جوف المولود من ريقهم ألا ترى أن رسول الله لما حنك عبد الله بن الزبير حاز من الفضائل والكمالات ما لا يوصف وكان قارئا للقرآن عفيفا في الإسلام وكذلك عبد الله بن أبي طلحة كان من أهل العلم والفضل والتقدم في الخير ببركة ريقه المبارك .
5468 - حدثنا ( مسدد ) حدثنا ( يحيى ) عن ( هشام ) عن أبيه عن ( عائشة ) Bها قالت أتي النبي بصبي يحنكه فبال عليه فأتبعه الماء .
مطابقته للجزء الثاني للترجمة ظاهرة ويحيى هو القطان وهشام هو ابن عروة بن الزبير .
والحديث من أفراده وأخرجه أيضا في كتاب الطهارة في باب بول الصبيان عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الحديث .
5469 - حدثنا ( إسحاق بن نصر ) حدثنا ( أبو أسامة ) حدثنا ( هشام بن عروة ) عن أبيه عن ( أسماء بنت أبي بكر ) Bهما أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدته بقباء ثم أتيت به رسول الله فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له فبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام ففرحوا به فرحا شديدا لأنهم قيل لهم إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم .
مطابقته للترجمة ظاهرة وإسحاق بن نصر وشيخه قد ذكرا عن قريب .
والحديث قد مضى في هجرة النبي عن زكرياء بن يحيى وأخرجه مسلم في الاستئذان عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره .
قوله وأنا متم بضم الميم وكسر التاء المثناة من فوق يقال اتمت الحبلى فهي متم إذا أتمت أيام حملها قوله قباء والفصيح فيه المد والصرف وحكى القصر وكذا ترك الصرف قوله في حجره بفتح الحاء وكسرها قوله ثم تقل بالتاء المثناة من فوق والفاء أي بزق قوله في فيه أي في فمه قوله فبرك عليه بتشديد الراء أي دعا له بالبركة قوله أول مولود في الإسلام أي أول مولود بالمدينة بعد الهجرة من أولاد المهاجرين وإلا فالنعمان بن بشير الأنصاري ولد قبله بعد الهجرة