المستغرقة ظاهرها وباطنها الممتزجة بروحها وإنما عبرت عن الترك بالهجران لتدل به على أنها تتألم من هذا الترك الذي لا اختيار لها فيه قال الشاعر .
إني لأمنحك الصدود وإنني .
قسما إليك مع الصدود لأميل .
وقال المهلب قولها ما أهجر إلا اسمك يدل على أن الاسم من المخلوقين غير المسمى ولو كان عين المسمى وهجرت اسمه لهجرته بعينه ويدل على ذلك أن من قال أكلت اسم العسل لا يفهم منه أنه أكل العسل وإذا قلت لقيت اسم زيد لا يدل على أنه لقي زيدا وإنما الاسم هو المسمى في الله D وحده لا فيما سواه من المخلوقين لمباينته D وأسمائه وصفاته حكم أسماء المخلوقين وصفاتهم انتهى والتحقيق في هذه المسألة أن قولهم الاسم هو المسمى على معان ثلاثة الأول ما يجري مجرى المجاز والثاني ما يجري مجرى الحقيقة والثالث ما يجري مجرى المعنى فالأول نحو قولك رأيت جملا يتصور من هذا الاسم في نفس السامع ما يتصور من المسمى الواقع تحته لو شاهده فلما ناب الاسم من هذا الوجه مناب المسمى في التصور وكان التصور في كل واحد منهما شيئا واحدا صح أن يقال أن الاسم هو المسمى على ضرب من التأويل وإن كنا لا نشك في أن العبارة غير المعبر عنه والثاني أكثر ما يتبين في الأسماء التي تشتق للمسمى من معان موجودة فيه قائمة به كقولنا لمن وجدت منه الحياة حي ولمن وجدت منه الحركة متحرك فالاسم في هذا النوع لازم للمسمى يرتفع بارتفاعه ويوجد بوجوده الثالث العرب تذهب بالاسم إلى المعنى الواقع تحت التسمية فيقولون هذا مسمى زيد أي اسم هذا المسمى بهذه اللفظة التي هي الزاي والياء والدال ويقولون في المعنى هذا اسم زيد فيجعلون الاسم والمسمى في هذا الباب مترادفين على المعنى الواقع تحت التسمية كما جعلوا الاسم والتسمية مترادفين على العبارة .
9225 - حدثني ( أحمد بن أبي رجاء ) حدثنا ( النضر ) عن ( هشام ) قال أخبرني أبي عن ( عائشة ) أنها قالت ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله إياها وثنائه عليها وقد أوحي إلى رسول الله أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب .
مطابقته للترجمة ظاهرة وأحمد بن أبي رجاء ضد الخوف واسم أبي رجاء عبد الله بن أيوب الحنفي الهروي والنضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة هو ابن شميل وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين .
والحديث قد مر بطرق كثيرة في باب تزويج النبي خديجة ومر الكلام فيه هناك .
قوله من قصب وهو أنابيب من جوهر .
901 - .
( باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف ) .
أي هذا باب في بيان ذب الرجل بالذال المعجمة أي دفعه على ابنته الغيرة وفي بيان الانصاف لها والإنصاف من أنصف إذا عدل يقال أنصفه من نفسه وانتصفت أنا منه وتناصفوا أي أنصف بعضهم بعضا من نفسه .
0325 - حدثنا ( قتيبة ) حدثنا ( الليث ) عن ( ابن أبي مليكة ) عن ( المسور بن مخرمة ) قال سمعت رسول الله يقول وهو على المنبر إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها .
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه الإخبار عن ذب النبي عن ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها في الغيرة والإنصاف لها .
وابن أبي مليكة وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة اسم أبي مليكة زهير بن عبد الله التيمي الأحول المكي القاضي على عهد ابن الزبير والمسور كسر الميم وسكون السين المهملة ابن مخرمة بفتح الميمين وسكون الخاء