آخره لام يكنى أبا عبد الله وقال أبو عمر هو من أهل فارس من اصطخر وقيل إنه من عجم الفرس من كرمد وكان من فضلاء الموالي ومن خيار الصحابة وكبارهم وهو معدود في المهاجرين وفي الأنصار أيضا لعتق مولاته الأنصارية فقال أبو عمر شهد سالم بدرا وقتل يوم اليمامة شهيدا هو ومولاه أبو حذيفة فوجد رأس أحدهما عند رجلي الآخر وذلك سنة اثنتي عشرة من الهجرة قوله وأنكحه بنت أخيه هند أي زوجه بنت أخيه فقوله هند يجوز فيه الصرف ومنعه أما منعه فللعلمية والتأنيث وأما صرفه فلأن سكون أوسطه يقاوم أحد السببين وهو هنا في محل النصب لأنه عطف بيان عن بنت ووقع عند مالك وأنكحه بنت أخيه فاطمة ولا كلام فيه لأنها ربما كانت تسمى باسمين والوليد بن عتبة قتل ببدر كافرا وقال ابن التين ووقع في بعض الروايات بنت أخته بضم الهمزة وسكون الخاء وبالتاء المثناة من فوق وهو غلط قوله وهو مولى أي سالم المذكور مولى لامرأة من الأنصار واسمها ثبيتة بضم الثاء المثلثة وفتح الباء الموحدة وإسكان الياء آخر الحروف وفتح التاء المثناة من فوق بنت يعار بفتح الياء آخر الحروف وتخفيف العين المهملة وبعد الألف راء ابن زيد بن عبيد بن مالك بن عمرو بن عوف الأنصارية كانت من المهاجرات الأول ومن فضلاء نساء الصحابة وهي زوج أبي حذيفة المذكور وهي مولاة سالم بن معقل المذكور ويقال له سالم مولى أبي حذيفة أعتقته ثبيتة فوالى سالم أبا حذيفة فلذلك يقال سالم مولى أبي حذيفة وقال أبو طوالة اسم هذه المرأة من الأنصار عمرة بنت يعار الأنصارية وقال ابن إسحاق اسمها سلمى بنت يعار قوله كما تبنى النبي أي كما اتخذ النبي عليه السلام زيد بن حارثة ابنا له حتى يقال ابن محمد قوله وكان من تبنى كلمة من اسم كان قوله دعاه الناس إليه خبره أي كانوا يقولون للذي تبناه هذا ابن فلان وكان يرث من ميراثه أيضا كما يرث ابنه من النسب حتى أنزل الله تعالى أدعوهم لآبائهم ( الأحزاب 5 ) وقبل الآية وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل أدعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ( الأحزاب 4 - 5 ) قوله وما جعل أدعياءكم ( الأحزاب 4 ) يعني من سميتموهم أبناءكم نزلت في زيد بن حارثة الكلبي من بني عبدو كان عبدا لرسول الله فأعتقه وتبناه قبل الوحي وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب في الإسلامفجعل الفقراء أخا للغني ليعود عليه فلما تزوج النبي زينب بنت جحش الأسدي وكانت تحت زيد بن حارثة قال اليهود والمنافقون تزوج محمد امرأة ابنه ونهى الناس عنها فأنزل الله تعالى هذه الآية ذلكم قولكم ( الأحزاب 4 ) ولا حقيقة له يعني قولهم زيد بن محمد بن عبد الله والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الأحزاب 4 ) أي سبيل الحق ثم قال ادعوهم لآبائهم ( الأحزاب 5 ) الذين ولدوهم وبين أن دعاءهم لآبائهم هو أدخل الأمرين في القسط والعدل عند الله فإن لم تعلموا لهم آباء تنسبونهم إليهم فإخوانكم أي فهو إخوانكم في الدين مواليكم إن كانوا محرريكم قوله فردوا على صيغة المجهول إلى آبائهم الذين ولدهم قوله فمن لم يعلم على صيغة المجهول وقوله أب مرفوع به كان مولى وأخا في الدين قوله فجاءت سهلةوهي التي روت عن النبي الرخصة في رضاع الكبير روى عنها القاسم بن محمد قوله وهي امرأة أبي حذيفة وهي ضرة معتقة سالم هذه قرشية وتلك أنصارية قوله النبي بالنصب بقوله فجاءت سهلة قوله إنا كنا نرى بفتح النون بمعنى نعتقد قوله ما قد علمت أرادت به قوله تعالى ادعوهم لآبائهم ( الأحزاب 5 ) وقوله قوله وما جعل أدعياءكم أبناءكم ( الأحزاب 4 ) قوله فذكر الحديث أي فذكر أبو اليمان الحديث قاله البخاري ولم يذكره وهو ورواه أبو داود من حديث الزهري عن عروة عن عائشة وأم سلمة وقال الحميدي في الجمع أخرجه البرقاني في كتابه بطوله من حديث أبي اليمان بسنده بزيادة فكيف ترى يا رسول الله فقال أرضعيه فأرضعته خمس رضعات فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة فبذلك كانت عائشة رضي الله تعالى عنها تأمر بنات أخيها وأختها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيرا خمس رضعات فيدخل عليها وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس ويروى أن سهلة قالت يا رسول الله إن سالا بلغ مبلغ الرجال وإنه يدخل علينا وإني أظن من نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا فقال أرضعيه تحرمي عليه ويذهب ما في نفسه فأرضعته فذهب الذي في نفسه وفي مسلم من حديث القاسم عن عائشة جاءت سهلة إلى النبي فقالت