يمرق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئا وينظر في القدح فلا يرى شيئا وينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق .
مطابقته للترجمة نحو مطابقة الحديث الذي قبله وهذا الحديث مضى في علامات النبوة مطولا ومضى الكلام فيه هناك ولنذكر بعض شيء .
قوله وعملكم مع عملهم من عطف العام على الخاص قوله ينظر أي الرامي هل فيه شيء من أثر الصيد من الدم ونحوه ولا يرى أثرا منه والنصل هو حديد السهم والقدح بكسر القاف السهم قبل أن يراش ويركب بنصله قوله ويتمارى أي يشك الرامي في الفوق بضم الفاء وهو مدخل الوتر منه هل فيه شيء من أثر الصيد يعني نفذ السهم المرمي بحيث لم يتعلق به شيء ولم يظهر أثره فيه فكذلك قراءتهم لاتحصل لهم منها فائدة قال الكرماني ويحتمل أن يكون ضمير يتمارى راجعا إلى الراوي أي يشك الراوي في أن رسول الله ذكر الفوق أم لا والله أعلم .
9505 - حدثنا ( مسدد ) حدثنا ( يحيى ) الله عن ( شعبة ) عن ( قتادة ) عن ( أنس بن مالك ) عن ( أبي موسى ) عن النبي قال المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب والمئمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المنافق الذييقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث مر .
مطابقته للترجمة ظاهرة والحديث مضى في باب فضل القرآن على سائر الكلام فإنه أخرجه هناك عن هدبة بن خالد عن همام عن قتادة عن أنس بن مالك عن أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس .
قوله كالتمرة بالتاء المثناة من فوق لا بالمثلثة قوله ويعمل به كالتمرة عطف على قوله لا يقرأ لا على يقرأ .
73 - .
( باب اقرؤا القرآن ما ائتلفت قلوبكم ) .
أي هذا باب يذكر فيه اقرؤا القرآن ما ائتلف أي اجتمعت قلوبكم عليه وفي بعض النسخ لفظ عليه موجود .
0605 - حدثنا ( أبو النعمان ) حدثنا ( حماد ) عن ( أبي عمران الجوني ) عن ( جندب بن عبد الله ) عن النبي قال اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه .
الترجمة نصف الحديث الذي رواه عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي عن حماد بن زيد عن أبي عمران عبد الملك بن حبيب الجوني بفتح الجيم وسكون الواو وبالنون نسبة إلى أحد الأجداد .
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الاعتصام عن إسحاق وأخرجه مسلم في القدر عن يحيى بن يحيى وغيره وأخرجه النسائي في فضائل القرآن عن عمرو بن علي وغيره .
قوله اقرءوا القرآن ما ائتلف قلوبكم يعني اقرءوه عل نشاط منكم وخواطركم مجموعة فإذا حصل لكم ملالة فاتركوه فإنه أعظم من أن يقرأه أحد من غير حضور القلب كذا فسره الطيبي وقال الكرماني الظاهر أن المراد اقرءوا القرآن ما دام بين أصحاب القراءة ائتلاف فإذا حصل اختلاف فقوموا عنه وقال ابن الجوزي كان اختلاف الصحابة يقع في القراآت واللغات فأمروا بالقيام عند الاختلاف لئلا يجحد أحدهم ما يقرأه الآخر فيكون جاحدا لما أنزل الله D .
1605 - حدثنا ( عمرو بن علي ) حدثنا ( عبد الرحمان بن مهدي ) حدثنا ( سلام بن مطيع ) عن ( أبي عمران الجوني ) عن ( جندب ) قال النبي اقرءوا القرآن ما اتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا