وأوله وأنكر أن يتحدث بحديث اهتز العرض لموت سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه ومنهم من تأولها تأويلا يكاد يفضي فيه إلى القول بالتشبيه .
2 - .
( باب قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ( ق93 ) .
أي هذا باب في قوله تعالى وسبح بحمد ربك الآية ووقع في بعض النسخ باب فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وقال بعضهم كذا لأبي ذر في الترجمة وفي سياق الحديث ولغيره وسبح بالواو فيهما وهو الموافق للتلاوة فهو الصواب وعندهم أيضا وقيل الغروب وهو الموافق لآية السورة قلت لا حاجة إلى هذه التعسفات والذي في نسختنا هو نص القرآن في السورة المذكورة وهو الذي عليه العمدة فلأي ضرورة يحرف القرآن وينسب إلى أبي ذر أو غيره .
1584 - حدثنا ( إسحاق بن إبراهيم ) عن ( جرير ) عن ( إسماعيل ) عن ( قيس بن أبي حازم ) عن ( جرير بن عبد الله ) قال كنا جلوسا ليلة مع النبي فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هاذا لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب .
مطابقته للترجمة في قوله وسبح بحمد ربك إلى آخره وإسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه وجرير بن عبد الحميد وإسماعيل بن أبي خالد البجلي الكوفي وقيس بن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي واسمه عوف البجلي قدم المدينة بعدما قبض النبي .
والحديث قد مر في كتاب الصلاة في باب فضل صلاة العصر فإنه أخرجه هناك عن الحميدي ومضى الكلام فيه هناك .
قوله لا تضامون بالضاد المعجمة وتخفيف الميم من الضيم وبتشديدها من الضم أي لا يظلم بعضكم بعضا بأن يستأثر به دونه أو لا يزاحم بعضكم بعضا قوله فإن استطعتم إلى آخره يدل على أن الرؤية قد ترجى بالمحافظة على هاتين الصلاتين وقال الكرماني أما لفظ فسبح فهو بالواو ولا بالفاء والمناسب للسورة وقبل الغروب لا غروبها وقال بعضهم لا سبيل إلى التصرف في لفظ الحديث وإنما أورد الحديث هنا لاتحاد دلالة لآيتين انتهى قلت الذي قاله الكرماني هو الصحيح لأن قراءة فسبح بالفاء تصرف في القرآن والحديث هنا بالواو وفي النسخ الصحيحة كما في القرآن وقد رواه ابن المنذر موافقا للقرآن ولفظه عن إسماعيل بن أبي خالد بلفظ ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب والظاهر أن نسخة الكرماني كانت بالفاء وقبل غروبها فلذلك قال ما ذكره .
2584 - حدثنا ( آدم ) حدثنا ( ورقاء ) عن ( ابن أبي نجيح ) عن ( مجاهد ) قال ( ابن عباس ) أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها يعني قوله وأدبار السجود .
آدم هو ابن أبي إياس واسمه عبد الرحمن بن محمد أصله من خراسان سكن عسقلان وورقاء تأنيث الأورق بالواو والراء ابن عمر الخوارزمي بن أبي إياس واسم أبي نجيح يسار ضد اليمين المكي .
قوله قال ابن عباس وفي كثير من النسخ قال قال ابن عباس قوله أمره أي أمر الله النبي أن يسبح والمراد من التسبيح هذا حقيقة التسبيح لا الصلاة ولهذا فسره بقوله يعني قوله وأدبار السجود يعني أدبار الصلوات وتطلق السجدة على الصلاة بطريق ذكر الجزء وإرادة الكل .
15 - .
( سورة والذاريات ) .
أي هذا في تفسير بعض سورة الذاريات وهي مكية كلها قاله مقاتل وغيره وقال السخاوي نزلت بعد سورة الأحقاف وقيل سورة الغاشية وهي ألف ومائتان وسبعة وثمانون حرفا وثلاثمائة وستون كلمة وستون آية .
قوله والذاريات قسم على