تخافونهم أن يرث بعضهم بعضكم أو أن يستبدوا بتصرف دونكم كما يخاف بعض الأحرار بعضا فإذا لم ترضوا ذلك لأنفسكم فكيف ترضون لرب الأرباب أن تجعلوا بعض عباده شريكا له .
يصدعون يتفرقون فاصدع .
أشار به إلى قوله تعالى يومئذ يصدعون ( الروم34 ) وفسره بقوله يتفرقون وكذا فسره أبو عبيدة وقيل هو بمعنى قوله يومئذ يصدر الناس أشتاتا ( الزلزلة6 ) وقيل هو تفاوت المنازل وفي التفسير يصدعون يتفرقون فريق في الجنة وفريق في السعير ويصدعون أصله يتصدعون قلبت التاء صادا وأدغمت الصاد في الصاد قوله فاصدع أشار به إلى قوله D فاصدع بما تؤمر ( الحجر49 ) أي أفرق وأمضه قاله أبو عبيدة وأصل الصدع الشق في الشيء .
وقال غيره ضعف وضعف لغتان .
أي قال غير ابن عباس Bهما في قوله تعالى الله الذي خلقكم من ضعف ( الروم45 ) الآية الأول بفتح الضاد والثاني بالضم وقرىء بهما فالجمهور بالضم وقرأ عاصم وحمزة بالفتح وقال الخليل الضعف بالضم ما كان في الجسد وبالفتح ما كان في العقل .
وقال مجاهد السوآي الإساءة جزاء المسيئين .
أي قال مجاهد في قوله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوآي أن كذبوا بآيات الله ( الروم01 ) وفسر السوآي بالإساءة واختلف في ضبط الإساءة فقيل بكسر الهمزة والمد وجوز ابن التين فتح أوله ممدودا ومقصورا وقال النسفي السوآي تأنيث الأسوء وهو الأقبح كما أن الحسنى تأنيث الأحسن .
267 - ( حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في كندة فقال يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا فغضب فجلس فقال من علم فليقل ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم فإن الله قال لنبيه قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين وإن قريشا أبطؤا عن الإسلام فدعا عليهم النبي فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله فقرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله عائدون أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى يوم بدر ولزاما يوم بدر ) .
هذا الحديث بعين هذا الإسناد قد مر في كتاب الاستسقاء في باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط ولكن في متنهما بعض تفاوت بالزيادة والنقصان وسفيان هو الثوري ومنصور هو ابن المعتمر والأعمش هو سليمان وأبو الضحى مسلم بن صبيح الكوفي العطار ومسروق هو ابن الأجدع روى الحديث عن عبد الله بن مسعود وقد مر الكلام فيه هناك قوله في كندة بكسر الكاف وسكون النون قال الكرماني موضع بالكوفة قلت يحتمل أن يكون حديث الرجل بين قوم هم من كندة القبيلة قوله فأتيت ابن مسعود فيه حذف أي فأتيت ابن مسعود وأخبرته بخبر الرجل وكانت متكئا فغضب من ذلك فجلس قوله فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم وقال الكرماني كيف يكون لا أعلم من العلم قلت تمييز المعلوم من المجهول نوع من العلم وهو المناسب لما قيل لا أدري نصف العلم وأما مناسبة الآية فلأن القول فيما لا يعلم قسم