عمدة القاري شرح صحيح البخاري .
للعلامة بدر الدين العيني .
الجزء التاسع عشر .
41 - .
( سورة إبراهيم عليه السلام ) .
أي هذا في تفسير بعض سورة إبراهيم عليه السلام .
بسم الله الرحمان الرحيم .
لم تثبت البسملة إلا لأبي ذر وحده قال أبو العباس فيها آية واحدة مدنية وهي قوله تعالى ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ( إبراهيم 82 ) وعن الكلبي هي مدنية نزلت فيمن قتل ببدر وعن ابن المنذر عن قتادة نزلت بالمدينة من سورة إبراهيم ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآيتين وسائرها مكي وقال الثعلبي مكية وهي ثلاثة آلاف وأربعمائة وأربعة وثلاثون حرفا وثمانمائة وإحدى وثلاثون كلمة وإثنتان وخمسون آية .
قال ابن عباس هاد داع .
أشار به إلى قوله تعالى إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ولكن هذا في سورة الرعد والظاهر أن ذكر هذا هنا من بعض النساخ وفسر لفظ هاد بقوله داع وروى هذا التعليق الحنظلي عن أبيه حدثنا أبو صالح حدثنا معاوية عن علي عن ابن عباس .
وقال مجاهد صديد قيح ودم .
أشار به إلى قوله من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد ( إبراهيم 61 ) لم يذكر هذا في رواية أبي ذر وروى هذا التعليق ابن المنذر عن موسى عن أبي بكر عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وعن قتادة هو ما يخرج من جلد الكافر ولحمه وعن محمد بن كعب والربيع بن أنس هو غسال أهل النار وذلك ما يسيل من فروج الزناة يسقاه الكافر .
وقال ابن عيينة اذكروا نعمة الله عليكم أيادي الله عندكم وأيامه .
أي قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون ( إبراهيم 6 ) الآية وفسر نعمة الله بقوله أيادي الله والأيادي جمع الأيدي وهو جمع اليد بمعنى النعمة وهذا التعليق وصله الطبري من طريق الحميدي عنه .
وقال مجاهد من كل ما سألتموه رغبتم إليه فيه .
أي قال مجاهد في قوله تعالى وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه ( إبراهيم 33 و43 ) أن معناه وأعطاكم من كل ما رغبتم