الناس إلى بيعته وتركت بني عمنا من بني أمية الذين إن قتلونا قتلونا أكفاء وأن ربونا ربونا كراما فلما أصاب ما أصاب جفاني قوله فآثر التويتات أي اختار التويتات والأسامات والحميدات علي ورضي بهم وأخذهم وفي رواية ابن قتيبة فشددت على عضده فآثر علي فلم أرض بالهوان وآثر بالمد ووقع في رواية الكشميهني فأين بسكون الياء آخر الحروف وبالنون وهو تصحيف والتويتات بضم التاء المثناة من فوق وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف بعدها تاء مثناة من فوق أخرى جمع تويت وهو ابن الحارث بن عبد العزى بن قصي والأسامات جمع أسامة نسبة إلى بني أسامة بن أسد ابن عبد العزى والحميدات نسبة إلى بني حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى فهؤلاء الثلاثة من بني عبد العزى قوله يريد أبطنا يعني ابن عباس من هذه الثلاثة أبطنا جمع بطن وهو ما دون القبيلة وفوق الفخذ ويجمع على بطون أيضا قوله من بني أسد بن تويت قال عياض وصوابه يريد أبطنا من بني أسد بن تويت وكذا وقع في ( مستخرج ) أبي نعيم قوله وبني أسامة أي ومن بني أسامة قوله وبني حميد أي ومن بني حميد وذكر ابن عباس هؤلاء الثلاثة على سبيل التحقير والتقليل فلذلك جمعهم بجمع القلة حيث قال أبطنا قوله أن ابن أبي العاص برز أي ظهر وهو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص نسبة إلى جد أبيه قوله يمشي القدمية بفتح القاف وفتح الدال وضمها وسكونها وكسر الميم وتشديد الياء آخر الحروف قال عبيد يعني يمشي التبختر ضربه مثلا لركوبه معالي الأمور وسعى فيها وعمل بها وقال ابن قتيبة القدمية هي التقدمة وقال ابن الأثير الذي عند البخاري القدمية معناه تقدمه في الشرف والفضل والذي جاء في كتب الغريب والتقدمية واليقدمية بالتاء والياء يعني التقدم وعند الأزهري بالياء أخت الواو وعند الجوهري بالتاء المثناة من فوق وقيل إن اليقدمية بالياء أخت الواو وهو التقدم بالهمة وفي ( المطالع ) رواه بعض اليقدمية بفتح الدال وضمها والضم صح عن شيخنا أبي الحسن قوله وأنه أي وأن ابن الزبير قوله لوى ذنبه أي ثناه وصرفه يقال لوى فلان ذنبه ورأسه وعطفه إذا ثناه وصرفه ويروى بالتشديد للمبالغة وهو مثل لترك المكارم والزوغان عن المعروف وإيلاء الجميل وقيل هو كناية عن التأخر والتخلف ويقال هو كناية عن الجبن وإيثار الدعة وقال الداودي المعنى أنه وقف فلم يتقدم ولم يتأخر ولا وضع الأشياء فأدنى الكاشح وأقصى الناصح وقال ابن التين معنى لوى ذنبه لم يتم له ما أراده وكان الأمر كما ذكر والآن عبد الملك لم يزل في تقدم من أمره إلى أن استنقذ العراق من ابن الزبير وقتل أخاه مصعبا ثم جهر العساكر إلى ابن الزبير فكان من الأمر ما وقع وكان ولم يزل ابن الزبير في تأخر إلى أن قتل .
4666 - حدثنا ( محمد بن عبيد بن ميمون ) حدثنا ( عيسى بن يونس ) عن ( عمر بن سعيد ) قال أخبرني ( ابن أبي مليكة ) دخلنا على ابن عباس فقال ألا تعجبون لابن الزبير قام في أمره هذا فقلت لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر ولهما كانا أولى بكل خير منه وقلت ابن عمة النبي وابن الزبير وابن أبي بكر وابن أخي خديجة وابن أخت عائشة فإذا هو يتعلى عني ولا يريد ذلك فقلت ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي فيدعه وما أراه يريد خيرا و إن كان لا بد لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن ير بني غيرهم .
هذا طريق آخر في الحديث المذكور أخرجه عن محمد بن عبيد بن ميمون المديني ويقال له محمد بن أبي عباد عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني الكوفي عن عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي القرشي المكي عن عبد الله بن أبي مليكة إلى آخره .
قوله قام في أمره أي في الخلافة قوله لأحاسبن نفسي أي لأناقشنها له أي لابن الزبير وقيل لأطالبن نفسي بمراعاته وحفظ حقه ولأنافسن في معونته ولاستقصين عليها في النصح له والذب عنه قوله ما حاسبتها