جانب الحجرة فلما صلى بأصحابه دخل إلى بيته فحس بي فقال من هذا فقالت ميمونة ابن عمك وذكر فيه فلما كان في جوف الليل خرج إلى الحجرة فقلب وجهه إلى السماء ثم عاد إلى مضجعه فلما كان ثلث الليل الآخر خرج إلى الحجرة فقلب وجهه في أفق السماء ثم عمد إلى قربة الحديث وذكر أبو الشيخ ابن حبان عن ابن عباس قال تضيفت ليلة خالتي ميمونة وهي حينئذ لا تصلي انتهى وهذا يمنع تخرص من قال لعلها كانت حائضا ليلتئذ قوله الآخر مرفوع لأنه صفة للثلث في قوله فلما كان ثلث الليل فإن قلت جاء في لفظ نام حتى انتصف الليل أو بعده بقليل أو قبله بقليل وفي لفظ فقام من آخر الليل قلت طريق الجمع أنه قام قومتين وتوضأ .
18 - .
( باب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ( آل عمران191 ) .
أي هذا باب في قوله تعالى الذين يذكرون الله إلى آخره قوله الذين يذكرون الله مدح لأولي الألباب وقياما جمع قائم أي حال كونهم قائمين وحال كونهم قاعدين وعلى جنوبهم حال أيضا عطفا على ما قبله كأنه قال قياما وقعودا مضطجعين .
4570 - حدثنا ( علي بن عبد الله ) حدثنا ( عبد الرحمان بن مهدي ) عن ( مالك بن أنس ) عن ( مخرمة بن سليمان ) عن ( كريب ) عن ( ابن عباس ) Bهما قال بت عند خالتي ميمونة فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله فطرحت لرسول الله وسادة فنام رسول الله في طولها فجعل يمسح النوم عن وجهه ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران حتى ختم ثم أتى شنا معلقا فأخذه فتوضأ ثم قام يصلي فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم جئت فقمت إلى جنبه فوضع يده على رأسي ثم أخذ بأذني فجعل يقتلها ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم أوتر .
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران وهذا الحديث قد مر في أبواب الوتر كما ذكرنا في الباب الذي قبله قوله شنا بفتح الشين المعجمة وتشديد النون وهو القربة التي يبست وعتقت من الاستعمال قوله ثم أوتر أي بالركعة الأخيرة فصارت هي وما قبلها ركعتان وترا .
19 - .
( باب ربنا إنك تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ( آل عمران192 ) .
أي هذا باب يذكر فيه قوله تعالى ربنا إنك من تدخل النار إلى آخره وليس في بعض النسخ لفظ باب قوله ربنا أي يقولون ربنا يعني يتفكرون حال كونهم قائلين ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته أي أذللته وأهنته والأنصار جمع ناصر كالأصحاب جمع صاحب .
4571 - حدثنا ( علي بن عبد الله ) حدثنا معن بن عيساى حدثنا مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى عبد الله بن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله وأهله في طولها فنام رسول الله حتى انتصف