60 - .
( باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزر المدلجي ويقال إنها سرية الأنصاري ) .
أي هذا باب في بيان سرية عبد الله إلى آخره وليس في كثير من النسخ لفظ باب وقد مر تفسير السرية عن قريب وعبد الله بن حذافة بضم الحاء المهملة وتخفيف الذال المعجمة وبالفاء ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أسلم قديما وكان من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ويقال إنه شهد بدرا ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين وكانت فيه دعابة وكان رسول الله بعثه إلى كسرى وقال خليفة بن خياط وفي سنة تسع عشرة أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي وقال ابن لهيعة توفي عبد الله بن حذافة السهمي بمصر ودفن بمقبرتها وعلقمة بن مجزر بضم الميم وفتح الجيم وكسر الزاي الأولى الثقيلة وحكى فتحها والأول أشهر وقال عياض وقع لأكثر الرواة بسكون الحاء المهملة وكسر الراء وقال بعضهم وأغرب الكرماني فضبطه بالحاء المهملة وتشديد الراء فتحا وكسرا وهو خطأ ظاهر انتهى قلت هذا تشنيع ظاهر عليه من غير وجه لأنه لم يضبط إلا بقوله بضم الميم وفتح الجيم وفتح الزاي المشددة وكسرها وبزاي أخرى ثم قال وقال بعضهم هو بالحاء المهملة وبالراء المشددة فتحا وكسرا ثم بالزاي المعجمة ونسبة الخطأ إليه خطأ لأنه حكى ذلك عن بعضهم وليس عليه في ذلك مؤاخذة وقال الذهبي علقمة بن مجزز الأعور بن جعدة الكناني المدلجي استعمله النبي على سرية وبعثه عمر Bه على جيش إلى الحبشة فهلكوا كلهم وذكر أباه مجززا في الصحابة وقال القائف روى عن النبي قوله المدلجي بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر اللام وبالجيم قال الرشاطي المدلجي في كنانة ينسب إلى مدلج بن مرة بن عبد مناة منهم من أصحاب النبي مجزز المدلجي القائف المذكور في حديث عائشة Bها وهو مجزز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوادة بن عمرو بن مدلج نسبه إلى ابن الكلبي قوله يقال إنها أي إن هذه السرية سرية الأنصاري وأراد بها عبد الله بن حذافة السهمي القرشي المهاجري وقال ابن الجوزي قوله الأنصاري وهم من بعض الرواة وإنما هو سهمي يحتمل الحمل على المعنى الأعم أي أنه نصر رسول الله في الجملة قلت فيه نظر لأن هذا الاحتمال يجري في جميع الصحابة والأنصار خلاف المهاجرين وليس المراد منه المعنى اللغوي .
340 - ( حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال حدثني سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي Bه قال بعث النبي سرية فاستعمل عليها رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب فقال أليس أمركم النبي أن تطيعوني قالوا بلى قال فاجمعوا لي حطبا فجمعوا فقال أوقدوا نارا فأوقدوها فقال ادخلوها فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضا ويقولون فررنا إلى النبي من النار فما زالوا حتى خمدت النار فسكن غضبه فبلغ النبي فقال لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة الطاعة في المعروف ) .
مطابقته للترجمة في قوله فاستعمل رجلا من الأنصار فإنه عبد الله بن حذافة وقد مر الكلام في قوله الأنصاري عبد الواحد هو ابن زياد والأعمش سليمان وسعد بن عبيدة بالتصغير أبو حمزة الكوفي ختن أبي عبد الرحمن واسم أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه والحديث أخرجه البخاري أيضا في الأحكام عن عمر بن حفص وفي خبر الواحد عن بندار عن غندر وأخرجه مسلم في المغازي عن أبي موسى وبندار وغيرهما وأخرجه أبو داود في الجهاد عن عمرو بن مسروق وأخرجه النسائي في البيعة والسير عن ابن المثنى وغيره قوله فغضب