رسول الله صلى الله عليه وسلّم معه بسلاح إلا بالسيوف في القرب وساق سبعين بدنة فيها جمل أبي جهل الذي غنمه يوم بدر ومعه من المسلمين ألف وستمائة ويقال ألف وأربعمائة ويقال خمسائة وخمسة وعشرون رجلا ومعه أم سلمة قال الحاكم والقلب أميل إلى رواية من روى ألفا وخمسمائة لاشتهاره ولمتابعة المسيب بن حزن له فيه قال ورواية موسى بن عقبة كانوا ألفا وستمائة ولم يتابع عليها ( قلت ) قاله أبو معشر وأبو سعيد النيسابوري قال وروي عن عبدالله بن أبي أوفى أنهم كانوا ألفا وثلاثمائة وسيأتي في رواية البراء أنهم كانوا ألفا وأربعمائة ( فإن قلت ) ما وجه التوفيق بين هذه الروايات ( قلت ) الوجه فيه أن بعضهم ضم إليهم النساء والأتباع وبعضهم حذف وقال ابن دحية اختلاف الروايات لأن ذلك من باب الحرز والتخمين لا من باب التحديد * .
177 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد Bه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم عام الحديبية فأصابنا مطر ذات ليلة فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الصبح ثم أقبل علينا فقال أتدرون ماذا قال ربكم قلنا الله ورسوله أعلم فقال قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله فهو مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنجم كذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي .
مطابقته للترجمة في قوله خرجنا عام الحد يبية وخالد بن مخلد بفتح الميم واللام البجلي الكوفي وهو شيخ مسلم أيضا والحديث مر في كتاب الصلاة في باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم * .
178ح - دثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة أن أنسا Bه أخبره قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي كانت مع حجته عمرة من الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته .
مطابقته للترجمة في قوله من الحديبية وهمام بتشديد الميم الأولى ابن يحيى البصرى والحديث قد مضى في كتاب الحج في باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلّم فإنه أخرجه هناك عن حسان بن حسان عن همام عن قتادة إلى آخره قوله ( ( عمرة من الحديبية ) ) مراده أن عمرة الحصر عن الطواف محسوبة بعمرة وإن لم يتم مناسكها قوله ( ( من الجعرانة ) ) بكسر الجيم وسكون العين المهملة وتخفيف الراء وقد تشدد كما مر هناك ( فإن قلت ) ذكر في الجهاد في باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعطي المؤلفة قلوبهم قال نافع ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبدالله بن عمر ( قلت ) الملازمة ممنوعة لاحتمال غيبته في ذلك الوقت أو نسيانه * .
179ح - دثنا سعيد بن الربيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة أن أباه حدثه قال انطلقنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم .
مطابقته للترجمة ظاهرة وسعيد بن الربيع بفتح الراء العامري وعلي بن المبارك الهباري البصري ويحيى ابن أبي كثير اليمامي الطائي وعبدالله بن أبي قتادة يروي عن أبيه أبي قتادة وفي اسمه أقوال والأشهر الحرث بن ربعي الأنصاري الخزرجي والحديث قد مضى مطولا في كتاب الحج في باب إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله * .
ج17 ص 213 .
180 - ( حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء Bه قال تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع النبي أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك النبي فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا ) .
مطابقته للترجمة في قوله يوم الحديبية وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي يروي عن جده أبي إسحاق عن البراء بن عازب قوله تعدون أنتم الفتح فتح مكة أي كما في قوله تعالى إنا فتحنا لك فتحا مبينا وقد كان فتحا ولكن بيعة الرضوان هي الفتح العظيم لأنها كانت مقدمة لفتح مكة وسببا لرضوان الله تعالى وذكر ابن إسحاق عن الزهري قال لم يكن في الإسلام فتح قبل فتح الحديبية أعظم منه قوله أربع عشرة مائة وكان القياس أن يقال ألفا وأربعمائة لكن الغرض منه الإشعار بأن الجيش كان منقسما إلى المآت وكانت كل مائة ممتازة عن الأخرى وقد مر الكلام عن قريب في اختلاف الروايات في العدد قوله والحديبية بئر أي اسم بئر ثم عرف المكان كله بذلك قوله فنزحناها كذا في الأصول وذكره ابن التين بلفظ فنزفناها ثم قال النزف والنزح واحد وهو أخذ الماء شيئا فشيئا قوله فتركناها غير بعيد أراد أنهم تركوها قدر ساعة يدل عليه رواية زهير فدعا ثم قال دعوها ساعة قوله أصدرتنا من الإصدار يقال أصدرته فصدر أي أرجعته فرجع قوله ما شئنا أي القدر الذي أردنا شربه والركاب بكسر الراء الإبل التي يسار عليها - .
4151 - حدثني ( فضل بن يعقوب ) حدثنا ( الحسن بن محمد بن أعين أبو علي الحراني ) حدثنا ( زهير ) حدثنا ( أبو إسحاق ) قال ( أنبأنا البراء بن عازب ) رضي الله تعالى عنهما أنهم كانوا مع رسول الله يوم الحديبية ألفا وأربعمائة أو أكثر فنزلوا على بئر فنزحوها فأتوا رسول الله فأتى البئر وقعد على شفيرها ثم قال ائتوني بدلو من مائها فأتي به فبصق فدعا ثم قال دعوها ساعة فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا ( انظر الحديث 3577 وطرفه ) .
هذا طريق آخر في حديث البراء أخرجه عن فضل بالضاد المعجمة ابن يعقوب الرخامي البغدادي وزهير هو ابن معاوية وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي قوله فبصق ويقال فيه بسق وبزق .
4152 - حدثنا ( يوسف بن عيسى ) حدثنا ( ابن فضيل ) حدثنا ( حصين ) عن ( سالم ) عن ( جابر ) رضي الله تعالى عنه قال عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم أقبل الناس نحوه فقال رسول الله ما لكم قالوا يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك قال فوضع النبي يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون قال فشربنا وتوضأنا فقلت لجابر كم كنتم يومئذ قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة .
مطابقته للترجمة في قوله يوم الحديبية ويوسف بن عيسى أبو يعقوب المروزي وهو شيخ مسلم أيضا يروي عن محمد بن