وثانيها النياحة على الأموات قوله ونسي الثالثة أي نسي عبيد الله الراوي الخلة الثالثة ووقع ذلك في رواية ابن أبي عمر عن سفيان ونسي عبيد الله الثالثة فعين الناسي أخرجه الإسماعيلي قوله قال سفيان أي ابن عيينة أحد الرواة يقولون إنها أي الخلة الثالثة هي الاستسقاء بالأنواء وهو جمع نوء وهو منزل القمر كانوا يقولون مطرنا بنوء كذا وسقينا بنوء كذا وقد مر الكلام فيه مستقصى في كتاب الاستسقاء .
82 - .
( باب مبعث النبي ) .
أي هذا باب في بيان مبعث النبي والمبعث مصدر ميمي من البعث وهو الإرسال .
محمد .
بالجر عطف بيان للنبي وهو على صيغة اسم المفعول من باب التفعيل صيغت للمبالغة وقال ابن إسحاق كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله تحدث أنها أوتيت حين حملت برسول الله إلخ وفيه فإذا وقع فسميه محمدا فإن اسمه في التوراة أحمد وذكر البيهقي في ( الدلائل ) بإسناد مرسل أن عبد المطلب لما ولد النبي عمل له مأدبة فلما أكلوا سألوه ما سميته قال محمدا قالوا فبما رغبت به عن أسماء أهل بيتك قال أردت أن يحمده الله في السماء وخلقه في الأرض .
ابن عبد الله .
لا خلاف في اسمه أنه عبد الله قال الواقدي ولد عبد الله في أيام كسرى أنو شروان لأربعة وعشرين سنة خلت من ملكه وكنيته أبو أحمد واختلفوا في زمان موته فقيل إنه مات ورسول الله حاملة به أمه وقال عامة المؤرخين إنه مات قبل ولادته بشهر أو بشهرين وقال مقاتل بعد ولادته بثمانية وعشرين شهرا وقيل بعد ولادته بسبعة أشهر وقال الواقدي وأثبت الأقاويل عندنا أنه مات ورسول الله حمل وكانت وفاته بالمدينة في دار النابغة عند أخواله من بني النجار ويقال إنه دفن في دار الحارث بن إبراهيم بن سراقة العدوي وهو من أخوال عبد المطلب وكان أبوه عبد المطلب بعثه يمتار له تمرا من المدينة وقيل إنه خرج في تجارة إلى الشام في عير لقريش فمرض بالمدينة شهرا ومات وقال الواقدي وتوفي عبد الله وهو ابن خمس وعشرين سنة وقيل ابن ثلاثين سنة وترك أم أيمن وكانت تحضن رسول الله وعبد الله شقيق أبي طالب .
ابن عبد المطلب .
اسمه شيبة الحمد عند الجمهور لجوده وقيل شيبة لقبه لقب به لشيبة كانت في رأسه ويقال اسمه عامر وكنيته أبو الحارث كني باسم ولده الحارث وهو أكبر أولاده وله كنية أخرى وهي أبو البطحاء وأمه سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وإنما قيل له عبد المطلب لأن أباه هاشما لما مر بالمدينة في تجارته إلى الشام نزل على عمرو بن زيد بن لبيد المذكور آنفا فأعجبته ابنته سلمى فخطبها إلى أبيها فزوجها منه ولما رجع من الشام بني بها وأخذها معه إلى مكة ثم خرج في تجارة فأخذها معه وهي حبلى وتركها في المدينة ودخل الشام ومات بغزة ووضعت سلمى ولدها فسمته شيبة فأقام عند أخواله بني النجار سبع سنين ثم جاء عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه خفية من أمه فذهب به إلى مكة فلما رآه الناس وراءه على الراحلة قالوا من هذا معك فقال عبدي ثم جاؤا فهنأوه به وجعلوا يقولون له عبد المطلب لذلك فغلب عليه وحكى الواقدي عن مخرمة بن نوفل الزهري قال توفي عبد المطلب في السنة الثامنة من مولد النبي ودفن في الحجون واختلفوا في سنه فقيل ثمانون سنة قاله الواقدي وقيل مائة وعشر سنين وعشرة أشهر وقال هشام مائة وعشرون .
ابن هاشم .
اسمه عمرو وسمي به لهشمه الثريد مع اللحم لقومه في زمن المجاعة وكان أكبر ولد أبيه وعن ابن جرير أنه كان توأم أخيه عبد شمس وأن هاشما خرج ورجله ملتصقة برأس عبد شمس فما تخلصت حتى سال بينهما دم فتفاءل الناس بذلك أن يكون بين أولادهما حروب فكانت وقعة بني العباس مع بني أمية بن عبد شمس سنة ثلاث وثلاثين ومائة من الهجرة وشقيقهم الثالث المطلب وكان أصغر ولد أبيه وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال ورابعهم نوفل من أم أخرى وهي واقدة بنت عمرو المازنية وقد ذكرنا أن هاشما مات بغزة