المراد بذلك أن يأخذ ذلك رضي الذي عليه الدين أو كره ولكن يراد إباحة ذلك له إن أعطيه قلت التحقيق في هذا المقام أن قوله بخير النظرين جار ومجرور ولا بد له من متعلق مناسب يتعدى بالباء وقد ذكرنا فيما مضى أن تقدير مخير ليس بمناسب فيقدر إما عامل بخير النظرين أو مرضي أو مأمور بخير النظرين للقاتل إشارة إلى أن الرفق له مطلوب حتى كان العفو مندوب إليه ويجوز أن يكون تأويله فهو بخير النظرين من رضى القاتل ورضى نفسه فإن كان رضى القاتل خيرا له وقد اختار الفداء فله قبول ذلك وإن كان رضى نفسه بالاقتصاص خيرا فله فعل ذلك وينبغي أن لا يقف عند رضى نفسه ألبتة لأن القاتل باختيار الدية قد يكون خيرا له فيؤول وجوب الدية إلى رضى القاتل .
السابع فيه أن القاتل عمدا يجب عليه أحد الأمرين القصاص أو الدية وهو أحد قولي الشافعي وأصحهما عنده أن الواجب القصاص والدية بدل عند سقوطه وهو مشهور مذهب مالك وعلى القولين للولي العفو عن الدية ولا يحتاج إلى رضى الجاني ولو مات أو سقط الطرف المستحق وجبت الدية وبه قال أحمد وعن أبي حنيفة ومالك إنه لا يعدل إلا المال إلا برضى الجاني وإنه لو مات الجاني سقطت الدية وهو قول قديم للشافعي ورجحه الشيخ تقي الدين في ( شرحه ) .
54 - ( حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني وهب بن منبه عن أخيه قال سمعت أبا هريرة يقول ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثا عنه منى إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان كتب ولا أكتب ) مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة وهو أن عبد الله بن عمرو من أفاضل الصحابة Bهم كان يكتب ما يسمعه من النبي وآله ولو لم تكن الكتابة جائزة لما كان يفعل ذلك فإذا قلنا فعل الصحابي حجة فلا نزاع فيه وإلا فلاستدلال على جواز الكتابة يكون بقرير الرسول كتابته ( بيان رجاله ) وهم ستة الأول علي بن عبد الله المدني الإمام وقد تقدم الثاني سفيان بن عيينة الثالث عمرو بن دينار أبو محمد المكي الجمحي أحد الأئمة المجتهدين مات سنة ست وعشرين ومائة الرابع وهب بن منبه بضم الميم وفتح النون وكسر الباء الموحدة المشددة بن كامل بن سبج بفتح السين وقيل بكسرها وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره جيم وقيل الشين معجمة ابن ذي كنار وهو الاسوار الصنعاني اليماني الابناوي الذماري سمع هنا عن أخيه قال الباجي لم أر له في البخاري غير هذا الموضع وسمع في غير البخاري جابرا وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبا هريرة وغيرهم قال أبو زرعة ياني ثقة وكذا قال النسائي وقال الفلاس ضعيف وهو مشهور بمعرفة الكتب الماضية قال قرأت من كتب الله تعالى اثنين وتسعين كتابا وهو من الأبناء الذين بعثهم كسرى إلى اليمن وقيل أصله من هراة مات سنة أربع وعشرين ومائة روى له الجماعة إلا ابن ماجه واخرج له مسلم في الزكاة عن أخيه همام روى عنه عمرو ابن دينار واتفق لبخاري مسلم في الاخراج عنه وعن أخيه همام لا غير الخامس أخو وهب همام بن منبه أبو عقبة وكان أكبر من وهب وكانوا أربعة أخو وهب ومعقل أبو عقيل وهمام وغيلان وكان أصغرهم وكان آخرهم موتا همام ومات وهب ثم معقل ثم غيلان ثم همام توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة روى له الجماعة السادس أبو هريرة Bه ( بيان الأنساب ) الجمحى بضم الجيم وفتح الميم بالحاء المهملة نسبة إلى جمح ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر الصنعاني نسبة إلى صنعاء مدينة باليمن وصنعا أيضا قرية بدمشق وهب ينسب إلى صنعاء اليمن وزيدت فيها النون في النسبة على خلاف القياس اليماني نسبة إلى يمان ويقال يمنى أيضا قال الجوهري اليمن بلاد العرب والنسبة إليها يمنى ويمان مخففة والألف عوض عن ياء النسبة فلا يجتمعان قال سيبويه وبعضهم يقول يماني بالتشديد الابناوى بفتح الهمزة منسوب إلى الأبناء بباء موحدة ثم نون وهم كل من أبناء الفرس الذين وجههم كسرى مع سيف ذي يزن الذماري بكسر الذال المعجمة وقيل بفتحها نسبة إلى ذمار على مرحلتين من صنعاء ( بيان لطائف اسناده ) منها أن فيه التحديث والأخبار بصيغة الأفراد والعنعنة والسماع ومنها أن وهبا لم يرو له البخاري في غير