والاغترار وفيه ما طبع عليه الإنسان من البشرية حتى يحمله الغضب على ارتكاب خلاف الأولى لكن الفاضل في الدين يسرع الرجوع إلى الأول لقوله تعالى إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا ( الأعراف 201 ) وفيه أن غير النبي ولو بلغ في الفضل الغاية فليس بمعصوم وفيه استحباب سؤال الاستغفار والتحلل من المظلوم وفيه أن من غضب على صاحبه نسبه إلى أبيه أوجده ولم يسمه باسمه وذلك من قول أبي بكر لما جاء وهو غضبان من عمر كان بيني وبين ابن الخطاب فلم يذكره باسمه ونظيره قوله ألا إن كان ابن أبي طالب يريد أن ينكح ابنتهم وفيه أن الركبة ليست بعورة .
2663 - حدثنا ( معلى بن أسد ) حدثنا ( عبد العزيز بن المختار ) قال ( خالد الحذاء ) حدثنا عن ( أبي عثمان ) قال حدثني ( عمرو بن العاص ) رضي الله تعالى عنه أن النبي بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا ( الحديث 2663 - طرفه في 8534 ) .
مطابقته للترجمة ظاهرة وذلك لأن كون أحب الناس إلى النبي أبا بكر يدل على أن له فضلا كثيرا وأنه أفضل الناس بعد النبي .
وعبد العزيز بن المختار أبو إسماعيل الأنصاري الدباغ وخالد هو ابن مهران الحذاء وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل النهدي بالنون ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون إلا الصحابي .
والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي عن إسحاق بن شاهين وأخرجه مسلم في الفضائل عن يحيى بن يحيى وأخرجه الترمذي في المناقب عن إبراهيم ابن يعقوب وبندار وأخرجه النسائي فيه عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد .
قوله خالد الحذاء حدثنا هو من تقديم الاسم على الصفة وقد استعملوه كثيرا تقدير الكلام حدثنا عبد العزيز قال حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان قوله ذات السلاسل بسينين مهملتين والمشهور فتح الأولى على لفظ جمع السلسلة وضبطه كذلك أبو عبيد البكري وضبطها ابن الأثير بالضم ثم فسره بمعنى السلسال أي السهل وفسره أبو عبيد بأنه اسم مكان سمي بذلك لأنهم كانوا مبعوثين إلى أرض بها رمل ينعقد بعضه على بعض كالسلسلة وكانت غزوة ذات السلاسل سنة سبع كذا صححه ابن أبي خالد في ( تاريخه ) وقال ابن سعد والحاكم في سنة ثمان في جمادي الآخرة وذكر ابن إسحاق أن أم العاص بن وائل كانت من بلي فبعثه النبي إلى العرب يستنفر إلى الإسلام يستألفهم بذلك حتى إذا كان على ماء بأرض حذام يقال له السلاسل وبه سميت تلك الغزوة ذات السلاسل على ما يأتي الباقي في المغازي وقال ابن التين سميت ذات السلاسل لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا وعن يونس عن ابن شهاب قال هي مشارق الشام إلى بلي وسعد الله ومن يليهم من قضاعة وكندة وبلقين وصحنان وكفار العرب ويقال لها بدر الآخرة وقال ابن سعد وهي وادي القرى بينها وبين المدينة عشرة أيام قوله فقلت أي الناس أحب إليكهذا السؤال من عمر وإنما كان لما وقع في نفسه حين أمره على الجيش وفيهم أبو بكر وعمر أنه مقدم عنده في المنزلة عليهم فسأله لذلك قوله فعد رجالا ويروى فعدد رجالا يحتمل أن يكون منهم أبو عبيدة ابن الجراح على ما أخرجه الترمذي من حديث عبيد الله بن شقيق قال قلت لعائشة أي أصحاب رسول الله كان أحب إليه قالت أبو بكر قلت ثم من قالت عمر قلت ثم من قالت أبو عبيدة بن الجراح قلت ثم من فسكتت قيل يحتمل أن يفسر بعض الرجال الذين أبهموا في حديث الباب بأبي عبيدة .
3663 - حدثنا ( أبو اليمان ) أخبرنا ( شعيب ) عن ( الزهري ) قال أخبرني ( أبو سلمة بن عبد الرحمان ابن عوف ) أن ( أبا هريرة ) رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله يقول بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال من لها يوم السبع يوم ليس