حين أخرج النبي القوم الذين كفروا وهم أهل مكة من كفار قريش قوله ثاني اثنين حال من الضمير المنصوب في إذ أخرجه الذين كفروا يقال ثاني اثنين يعني أحد الإثنين وهما رسول الله وأبو بكر الصديق ويروى أن جبريل E لما أمره بالخروج قال من يخرج معي قال أبو بكر وقرىء ثاني اثنني بالسكون قولهإذ هما بدل من قولهإذ أخرجه والغار ثقب في أعلى ثور جبل من جبال مكة على مسيرة ساعة قوله إذ يقول بدل ثان وصاحبه هو أبو بكر وقالوا من أنكر صحبة أبي بكر فقد كفر لإنكاره كلام الله وليس ذلك لسائر الصحابة قوله فأنزل الله سكينته أي تأييده ونصره عليه أي على رسول الله في أشهر القولين وقيل على أبي بكر روي عن ابن عباس وغيره قالوا لأن الرسول لم تزل معه سكينة وهذا لا ينافي تجدد سكينة خاصة بتلك الحال قوله وأيده بجنود أي الملائكة قوله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى قال ابن عباس أراد بكلمة الذين كفروا الشرك وأراد بكلمة الله لا إلاه إلا الله والله عزيز في انتقامه من الكافرين حكيم في تدبيره .
قالت عائشة وأبو سعيد وابن عباس رضي الله تعالى عنهم وكان أبو بكر مع النبي في الغار .
أما قول عائشة فسيأتي مطولا في باب الهجرة إلى المدينة وفيه ثم لحق رسول الله بغار في جبل ثور وأما قول أبي سعيد فقد أخرجه ابن حبان من طريق أبي عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عنه في قصة بعث أبي بكر إلى الحج وفيه فقال له رسول الله أنت أخي وصاحبي في الغار وأما قول ابن عباس فقد أخرجه أحمد والحاكم من طريق عمرو بن ميمون عنه قال كان المشركون يرمون عليا وهم يظنون أنه النبي الحديث وفيه فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار .
2563 - حدثنا ( عبد الله بن رجاء ) حدثنا ( إسرائيل ) عن ( أبي إسحاق ) عن ( البراء ) قال اشتري أبو بكر رضي الله تعالى عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب مر البراء فليحمل إلي رحلي فقال عازب لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم قال ارتحلنا من مكة فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوى إليه فإذا صخرة أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته ثم فرشت للنبي فيه ثم قلت له اضطجع يا نبي الله فاضطجع النبي ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أري من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فسألته فقلت له لمن أنت يا غلام قال لرجل من قريش سماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قلت فهل أنت حالب لبنا قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد جعلت لرسول الله إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فانطلقت به إلى النبي فوافقته قد استيقظ فقلت له اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت قد آن الرحيل يا رسول الله قال بلى فارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله فقال لا تحزن إن الله معنا .
مطابقته للترجمة تؤخذ من حيث إن فيه فضيلة أبي بكر رضي الله تعالى عنه وعبد الله بن رجاء بالجيم والمد ابن المثنى