2463 - حدثنا ( علي بن عبد الله ) أخبرنا ( سفيان ) حدثنا ( شبيب بن غرقدة ) قال سمعت ( الحي يحدثون ) عن ( عروة ) أن النبي أعطاه دينارا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه قال سفيان كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال سمعه شبيب من عروة فأتيته فقال شبيب إني لم أسمعه من عروة قال سمعت الحي يخبرونه عنه ولكن سمعته يقول سمعت النبي يقول الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة قال وقد رأيت في داره سبعين فرسا قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية .
فيه من علامات النبوة ما في قوله فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه يظهر ذلك عند التأمل .
ذكر رجاله وهم خمسة الأول علي بن عبد الله المعروف بابن المديني الثاني سفيان بن عيينة الثالث شبيب بفتح الشين المعجمة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره باء موحدة أخرى ابن غرقدة بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح القاف السلمي الكوفي من صغار التابعين الثقات وماله في البخاري غير هذا الحديث الرابع عروة بن الجعد أو ابن أبي الجعد البارقي بالباء الموحدة نسبة إلى بارق جبل باليمن الصحابي قال الشعبي أول من قضى على الكوفة عروة بن الجعد البارقي ويقال إن عمر رضي الله تعالى عنه استعمله على الكوفة قبل أن يستقضي شريحا رضي الله تعالى عنه الخامس الحسن بن عمارة بضم العين المهملة وتخفيف الميم ابن المضرب البجلي الكوفي الفقيه كان على قضاء بغداد في خلافة أبي جعفر المنصور مات سنة ثلاث وخمسين ومائة وقال بعضهم الحسن بن عمارة أحد الفقهاء المتفق على ضعف حديثهم قلت سفيان الثوري من أقرانه وروي عنه أيضا سفيان بن عيينة وعبد الرزاق بن همام وأبو يوسف القاضي ومحمد بن الحسن الشيباني ويحيى بن سعيد القطان وآخرون من أكابر المحدثين وفي ( التهذيب ) قال عيسى بن يونس الرملي الفاخوري سمعت أيوب بن سويد يقول كنت عند سفيان الثوري فذكر الحسن بن عمارة فغمزه فقلت له يا أبا عبد الله هو عندي خير منك وقال وكيف ذاك قلت جلست منه غير مرة فيجري ذكرك فما يذكرك إلا بخير قال أيوب ما ذكر سفيان الحسن بن عمارة بعد ذلك إلا بخير حتى فارقته وقال الطحاوي حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي قال سمعت علي ابن يونس المروزي يقول سمعت جرير بن عبد الحميد يقول ما ظننت أني أعيش إلى دهر يحدث فيه عن محمد بن إسحاق ويسكت فيه عن الحسن بن عمارة .
ذكر من أخرجه غيره أخرجه أبو داود في البيوع عن مسدد وعن الحسن بن الصباح وأخرجه الترمذي فيه عن أحمد ابن سعيد الدارمي وأخرجه ابن ماجه في الأحكام عن أحمد بن سعيد وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأما حديث الخيل فقد أخرجه البخاري في الجهاد وفي الخمس وقد ذكرنا هناك ما يتعلق به .
ذكر معناه قوله سمعت الحي أي قبيلته المنسوبين إلى بارق نزله بنو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر مزيقاء وهذه العبارة تقتضي أن يكون سمعه من جماعة وأقلهم ثلاثة وقال الخطابي والبيهقي وآخرون هذا الحديث غير متصل لأن أحدا من الحي لم يسم وفي ( التوضيح ) وفيه جهالة الحي كما ترى فهو غير متصل والشافعي توقف فيه في بيع الفضولي وقال إن صح قلت به كذا في البويطي وحكى المزني عن الشافعي أنه حديث ليس بثابت عنده قال البيهقي وإنما ضعفه الشافعي لأن شبيب بن غرقدة رواه عن الحي وهم غير معروفين وفي موضع آخر إنما قال الشافعي لما في إسناده من الإرسال وهو أن شبيب بن غرقدة لم يسمعه من عروة البارقي إنما سمعه من الحي يخبرونه عنه وقال في موضع آخر الحي الذي أخبر شبيب ابن غرقدة عن عروة لا نعرفهم وليس هذا من شرط أصحاب الحديث في قبول الأخبار وقال المنذري في ( اختصاره للسنن )