حرب .
قوله غفار بكسر الغين المعجمة يصرف باعتبار الحي ولا يصرف باعتبار القبيلة قوله غفر الله لها إما أن يراد به الدعاء وإما على بابه خبر قوله وأسلم سالمها الله من المسالمة وترك الحرب أو هو دعاء بأن الله يصنع بهم ما يوافقهم أو سالمها بمعنى سلمها الله نحو قاتله الله بمعنى قتله الله وفيهما من جناس الاشتقاق ما يلذ على السمع لسهولته وهو من الاتفاقات اللطيفة وقال الخطابي يقال إن النبي دعا لهاتين القبيلتين لأن دخولهما في الإسلام كان من غير حرب وكانت غفار تتهم بسرقة الحاج فأحب رسول الله أن يمحو عنهم تلك المسبة وأن يعلم أن ما سلف منهم مغفور لهم قوله وعصية بضم العين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وهي قبيلة ولكنه ابن خفاف بضم الخاء المعجمة وتخفيف الفاء وفي آخره فاء أخرى ابن امرىء القيس بن بهثة بضم الباء الموحدة وسكون الهاء وبالثاء المثلثة ابن سليم بضم السين وإنما قال عصت الله ورسوله لأنهم الذين قتلوا القراء ببئر معونة بعثهم رسول الله سرية فقتلوهم وكان يقنت عليهم في صلاته ويلعن رعلا وذكوان ويقول عصية عصت الله ورسوله .
4153 - حدثني ( محمد ) أخبرنا ( عبد الوهاب الثقفي ) عن ( ايوب ) عن ( محمد ) عن ( أبي هريرة ) رضي الله تعالى عنه عن النبي قال أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها .
مطابقته للترجمة ظاهرة ومحمد هو ابن السلام كذا ثبت عند أبي علي بن السكن في غير هذا الحديث وفي ( التلويح ) قيل هو ابن سلام وقيل ابن يحيى الذهلي قيل قوله ابن يحيى وهم لأن الذهلي لم يدرك عبد الوهاب الثقفي قلت هذا نفي يحتاج إلى بيان وأيوب هو السختياني ومحمد هو ابن سيرين وأخرجه مسلم في الفضائل عن محمد بن المثنى وغيره .
24 - ( حدثنا قبيصة حدثنا سفيان وحدثني محمد بن بشار حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال النبي أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني أسد ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة فقال رجل خابوا وخسروا فقال هم خير من بني تميم ومن بني أسد ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة ) .
مطابقته للترجمة ظاهرة وأخرج هذا الحديث من طريقين أحدهما عن قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة الكوفي كان على قضاء الكوفة بعد الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أبي بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة والثاني عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري إلى آخره والحديث أخرجه البخاري أيضا في هذا الباب عن بندار عن غندر وفي النذور عن عبد الله بن محمد عن وهب بن جرير وأخرجه مسلم في الفضائل عن أبي بكرة وابن المثنى وآخرين وأخرجه الترمذي في المناقب عن محمود بن غيلان قوله أرأيتم أي أخبروني والخطاب للأقرع بن حابس على ما يأتي عقيب هذا الحديث قوله من بني تميم هو ابن مر بضم الميم وتشديد الراء ابن أد بضم الهمزة وتشديد الدال ابن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وفيهم بطون كثيرة جدا قوله وبني أسد هو ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وكانوا أعدادا كثيرا وارتدوا بعد وفاة النبي مع طلحة بن خويلد وارتد بنو تميم أيضا مع سجاح التي ادعت النبوة قوله ومن بني عبد الله بن غطفان بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة وتخفيف الفاء وهو ابن سعد بن قيس غيلان بن مضر وكان اسم عبد الله بن غطفان في الجاهلية عبد العزى فصيره النبي عبد الله وبنوه يعرفون ببني المحولة قوله ومن