مطابقته للترجمة ظاهرة ومحمد بن بشار هو بندار ومحمد بن جعفر هو غندر وفرات بضم الفاء وتخفيف الراء وفي آخره تاء مثناة من فوق ابن أبي عبد الرحمن القزاز بفتح القاف وتشديد الزاي الأولى البصري ثم الكوفي وأبو حازم بالحاء المهملة والزاي اسمه سلمان الأشجعي .
والحديث أخرجه مسلم في المغازي عن محمد بن بشار به وعن أبي بكر بن أبي شيبة وعبد الله ابن براد وأخرجه ابن ماجه في الجهاد عن أبي بكر بن أبي شيبة .
قوله قاعدت أبا هريرة إنما ذكره بباب المفاعلة ليدل على قعوده متعلقا بأبي هريرة ولأجل تعلقه بالآخر جاء متعديا لأن أصله لازم كما في قولك كارمت زيدا فإن أصله لازم نحوه قوله تسوسهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أي تتولى أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه وذلك لأنهم كانوا إذا أظهروا الفساد بعث الله نبيا يزيل الفساد عنهم ويقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيروا من حكم التوراة قوله خلفه نبي بفتح اللام المخففة يعني يقوم مقام الأول والخلف بفتح اللام وسكونها كل من يجيء بعد من مضى إلا أنه بالتحريك في الخير وبالسكون في الشر قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ( الأعراف 961 ) قوله لا نبي بعدي يعني لا يجيء بعدي نبي فيفعل ما يفعلون قوله خلفاء جمع خليفة قوله فيكثرون بالثاء المثلثة من الكثرة وحكى عياض عن بعضهم بالباء الموحدة وهو تصحيف ووجه بأن المراد إكبار قبايح فعلهم قوله فوا بالضم أمر لجماعة من وفى يفي والأمر منه ف فيا فوا وأصله أوفوا وأصله أوفيوا نقلت حركة الياء إلى ما قبلها فالتقى ساكنان فحذفت الياء فصار أوفوا ثم حذفت الواو اتباعا لحذفها في المضارع لوقوعها بين الياء والكسرة فصار أفوا ثم حذفت الهمزة للاستغناء عنها فصار فوا على وزن عوا قوله بيعة الأول فالأول معناه إذا بويع لخليفة بعد خليفة فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة يحرم الوفاء بها سواء عقدوا للثاني عالمين بعقد الأول أو جاهلين وسواء كانا في بلدين أو أكثر وسواء كان أحدهما في بلد الإمام المنفصل أم لا ولم يبين حكم الثاني في هذا وهو مبين في رواية أخرى فاضربوا عنقه وفي رواية أخرى فاضربوه بالسيف كائنا من كان قوله أعطوهم حقهم أي أطيعوهم وعاشروهم بالسمع والطاعة فإن الله يحاسبهم بالخير والشر عن حال رعيتهم .
6543 - حدثنا ( سعيد بن أبي مريم ) حدثنا ( أبو غسان ) قال حدثني ( زيد بن أسلم ) عن ( عطاء بن يسار ) عن ( أبي سعيد ) رضي الله تعالى عنه أن النبي قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ( الحديث 6543 - طرفه في 0237 ) .
وجه المطابقة بين حديث الباب وبين الترجمة يمكن أن تؤخذ من قوله سنن من قبلكم لأنه يشمل بني إسرائيل وغيرهم وسعيد بن أبي مريم هو سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم المصري وأبو غسان بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة وبالنون واسمه محمد بن مطرف مر في الصلاة وأبو سعيد سعد بن مالك الخدري .
والحديث أخرجه البخاري في الاعتصام عن محمد بن عبد العزيز وأخرجه مسلم في القدر عن سويد بن سعيد وهذا من الأحاديث المقطوعة في مسلم لأنه قال في كتاب القدر وحدثني عدة من أصحابنا عن سعيد بن أبي مريم الذي أخرجه البخاري عنه ووصله عنه راوي كتابه إبراهيم بن سفيان فقال حدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابن أبي مريم .
قوله لتتبعن بضم العين وتشديد النون قوله سنن من قبلكم أي طريق الذين كانوا قبلكم والسنن بفتح السين السبيل والمنهاج وقال الكرماني ويروى بالضم قوله شبرا بشبر نصب بنزع الخافض تقديره لتتبعن سنن من قبلكم اتباعا بشبر ملتبس بشبر وذراع ملتبس بذراع وهذا كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي لا في الكفر وكذلك قوله لو سلكوا جحر ضب بضم الجيم وسكون الحاء والضب دويبة تشبه الورن تأكله الأعراب والأنثى ضبة وتقول العرب هو قاضي الطير والبهائم يقولون اجتمعت إليه أول ما خلق الله الإنسان فوصفته له فقال الضب تصفين خلقا ينزل الطير من السماء ويخرج الحوت من الماء فمن كان له جناح فليطر ومن كان ذا