يأتي الآن الخامس بكر بن عبد الله المزني البصري السادس زياد بن جبير بن حية الثقفي روى عن أبيه جبير بن حية وروى عنه سعيد بن عبيد الله الثقفي المذكور آنفا السابع جبير بن حية بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف ابن مسعود ابن معتب بن مالك بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي ولاه زياد أصبهان ومات أيام عبد الملك بن مروان وقال ابن ماكولا جبير بن حية الثقفي روى عن المغيرة بن شعبة هو والد الجبيرين بالبصرة وابنه زياد بن جبير قلت روى جبير بن حية أيضا عن عمر بن الخطاب والنعمان بن بشير الثامن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه .
وأخرج البخاري بعض هذا الحديث في التوحيد عن الفضل بن يعقوب أيضا .
ذكر معناه قوله في أفناء الأمصار قال صاحب ( المطالع ) قوله في أفناء الناس أي جماعاتهم والواحد فنو وقيل أفناء الناس أخلاطهم يقال للرجل إذا لم يعلم من أي قبيلة هو من أفناء القبائل وقيل الأفناء أنزاع من القبائل من ههنا ومن ههنا حكى أبو حاتم أنه لا يقال في الواحد هذا من أفناء الناس إنما يقال في الجماعة هؤلاء من أفناء الناس وقال الجوهري يقال هو من أفناء الناس إذا لم يعلم ممن هو وقال ابن الأثير وفي الحديث رجل من أفناء الناس أي لم يعلم ممن هو الواحد فنو وقيل هو من الفناء وهو المتسع أمام الدار ويجمع الفناء على أفنية وقال الكرماني قوله أفناء الأمصار يقال هو من أفناء الناس إذا لم يعلم ممن هو وفي بعضها الأمصار بالميم وقال بعضهم في أفناء الأمصار إنه في مجموع البلاد الكبار قلت هذا التفسير ليس على قانون اللغة والذي ذكرناه هو التفسير قوله فأسلم الهرمزان بضم الهاء وسكون الراء وضم الميم وتخفيف الزاي وفي آخره نون و هذا الموضع يقتضي بعض بسط الكلام حتى ينشرح صدر الناظر فيه لأن الراوي هنا أخل شيئا كثيرا فنقول وبالله التوفيق أما الهرمزان فكان ملكا كبيرا من ملوك العجم وكانت تحت يده كورة الأهواز وكورة جندي سابور وكورة السوس وكورة السرق وكورة نهر بين وكورة نهر تيري ومناذر بفتح الميم والنون وبعد الألف ذال معجمة وفي آخره راء وكان الهرمزان في الجيش الذين أرسلهم يزدجر إلى قتال المسلمين وهم على القادسية وهي قرية على طريق الحاج على مرحلة من الكوفة وأمير المسلمين يومئذ سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه وكان رأس جيش العجم رستم في مائة ألف وعشرين ألفا يتبعها ثمانون ألفا ومعهم ثلاثة وثلاثون فيلا وكان الهرمزان رأس الميمنة وزعم ابن إسحاق أن المسلمين كانوا ما بين السبعة آلاف إلى الثمانية آلاف ووقع بينهم قتال عظيم لم يعهد مثله وأبلى في ذلك اليوم جماعة من الشجعان مثل طليحة الأسدي وعمرو بن معدي كرب والقعقاع بن عمرو وجرير بن عبد الله البجلي وضرار بن الخطاب وخالد بن عرفطة وأمثالهم وكانت الوقعة بينهم يوم الاثنين مستهل المحرم عام أربع عشرة وأرسل الله تعالى في ذلك اليوم ريحا شديدة أرمت خيام الفرس من أماكنها وألقت سرير رستم مقدم الجيش فركب بغلة وهرب وأدركه المسلمون وقتلوه وانهزمت الفرس وقتل المسلمون منهم خلقا كثيرا وكان فيهم المسلسلون ثلاثين ألف فقتلوا بكمالهم وقتل في المعركة عشرة آلاف وقيل قريب من ذلك ولم يزل المسلمون وراءهم إلى أن دخلوا مدينة الملك وهي المدائن التي فيها إيوان كسرى وكان الهرمزان من جملة الهاربين ثم وقعت بينه وبين المسلمين وقعة ثم وقع الصلح بينه وبين المسلمين ثم نقض الصلح ثم جمع أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه الجيش وحاصروا هرمزان في مدينة تستر ولما اشتد عليه الأمر بعث إلى أبي موسى فسأل الأمان إلى أن يحمله إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فأجابه إلى ذلك ووجه معه الخمس من غنائم المسلمين فلما وصل إليه ووقع نظره عليه سجد لله تعالى وجرى بينه وبين عمر محاورات ثم بعد ذلك أسلم طائعا غير مكره وأسلم من كان معه من أهله وولده وخدمه ثم قربه عمر وفرح بإسلامه فهذه قصة إسلام هرمزان الذي قال في حديث الباب فأسلم الهرمزان وكان لا يفارق عمر حتى قتل عمر رضي الله تعالى عنه فاتهمه بعض الناس بممالأة أبي لؤلؤه فقتله عبيد الله بن عمر قوله فقال إني مستشيرك أي قال عمر رضي الله تعالى عنه للهرمزان قوله في مغازي بتشديد الباء وقد بين ابن أبي شيبة ما قصده من ذلك فروى من طريق معقل بن يسار أن عمر شاور الهرمزان في فارس وأصبهان وأذربيجن أن بأيها يبدأ وإنما شاوره عمر رضي الله تعالى عنه في ذلك لأنه كان أعلم بأحوال تلك البلاد قوله قال نعم