أي إلزم المرأة ويروى بالمرأة وهي صفية قوله فقلب أي أبو طلحة قلب ثوبه على وجهه وأتاها أي وأتى صفية قوله وأصلح لهما أي للنبي وصفية قوله فاكتنفنا أي احطنا به يقال كنفت الرجل أي حطته وصنته قوله فلما أشرفنا على المدينة من أشرفت على الشيء إذا اطلعت عليه وأشرفت الشيء أي علوته .
وفي الحديث فوائد فيه إرداف المرأة خلف الرجل وسترها عن الناس وفيه ستر من لا تجوز رؤيته وستر الوجه عنه وفيه خدمة الإمام والعالم وخدمة أهل العلم وفيه اكتناف الإمام والاجتماع حوله عند دخول المدن وفيه حمد الله للمسافر عند إتيانه سالما إلى أهله وسؤاله الله التوبة وفيه حجاب أمهات المؤمنين وإن كن كالأمهات .
6803 - حدثنا ( علي ) قال حدثنا ( بشر بن المفضل ) قال حدثنا ( يحيى بن أبي إسحاق ) عن ( أنس ابن مالك ) رضي الله تعالى عنه أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي ومع النبي صفية مردفها على راحلته فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة وإن أبا طلحة قال أحسب قال اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله فقال يا نبي الله جعلني الله فداءك هل أصابك من شيء قال لا ولكن عليك بالمرأة فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال قال النبي آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة .
هذا وجه آخر في الحديث المذكور وهو في رواية الكشميهني وحده وعلي هو ابن المديني ويحيى هو ابن أبي إسحاق المذكور قوله وأبو طلحة هو زيد بن سهل الأنصاري .
قوله على راحلته أي ناقته قوله والمرأة بالرفع عطفا على النبي ويجوز بالنصب على تقدير مع المرأة قوله أحسب أي أظن قوله هل أصابك من شيء كلمة من زائدة قوله عليك بالمرأة أي إلزم المرأة وانظر في أمرها قوله فقصد قصدها أي نحا نحوها قوله بظهر المدينة أي بظاهرها قوله أو قال أشرفوا شك من الراوي .
891 - .
( باب الصلاة إذا قدم من سفر ) .
أي هذا باب في بيان الصلاة إذا قدم الغازي أو المسافر من سفره .
8803 - حدثنا ( أبو عاصم ) عن ( ابن جريج ) عن ( ابن شهاب ) عن ( عبد الرحمان بن عبد الله ابن كعب ) عن أبيه ( وعمه عبيد الله بن كعب ) عن ( كعب ) رضي الله تعالى عنه أن النبي كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس .
مطابقته للترجمة ظاهرة وأبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل البصري وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج