يا أبا رافع فأجابني فتعمدت الصوت فضربته فصاح فخرجت ثم جئت ثم رجعت كأني مغيث فقلت يا أبا رافع وغيرت صوتي فقال مالك لأمك الويل قلت ما شأنك قال لا أدري من دخل علي فضربني قال فوضعت سيفي في بطنه ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم ثم خرجت وأنا دهش فأتيت سلما لهم لأنزل منه فوقعت فوثئت رجلي فخرجت إلى أصحابي فقلت ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز قال فقمت وما بي قلبة حتى أتينا النبي فأخبرناه .
قيل لا مطابقة بين الحديث والترجمة إلا إذا أريد بالنائم المضطجع وقيل هذا قتل يقظان نبه من نومه وقيل هذا حكمه حكم النائم لأنه لما أجاب الرجل كان في خيال النوم ولهذا لم يتحرك من موضعه ولا قام من مضجعه فكان حكمه حكم النائم وهذا الوجه أقرب مع أنه جاء فيه فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته فقتله وهو نائم .
ذكر رجاله وهم خمسة الأول علي بن مسلم بكسر اللام الخفيفة ابن سعيد أبو الحسن الطوسي سكن بغداد وهو من أفراده الثاني يحيى بن زكرياء ابن أبي زائدة واسمه ميمون الهمداني الكوفي القاضي الثالث أبو زكرياء الهمداني الكوفي الأعمى الرابع أبو إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي الخامس البراء بن عازب الأنصاري الخزرجي الأوسي رضي الله تعالى عنه .
والحديث أخرجه البخاري أيضا مختصرا هنا عن عبد الله بن محمد وفي المغازي أيضا عن إسحاق بن نصر .
ذكر معناه قوله رهطا من الأنصار الرهط الجماعة من الرجال ما بين الثلاثة إلى التسعة ولا يكون فيهم امرأة وهم عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة والأسود بن خزاعي ومسعود بن سنان وعبد الله ابن عقبة وكان معهم أيضا أسعد بن حرام حليف بني سوادة قال السهيلي ولا نعرف أحدا ذكره غيره قلت ذكره الحاكم أيضا في ( الإكليل ) عن الزهري وعند الكلبي عبد الله بن أنيس هو ابن سعد بن حرام قلت ما كان الموجب لبعثه هؤلاء الرهط إلى أبي رافع ومتى كان هذا البعث قلت أما الموجب لذلك فما ذكره ابن إسحاق فقال لما انقضى أمر الخندق وأمر بني قريظة وكان أبو رافع ممن حزب من الأحزاب على رسول الله استأذنت الخزرج رسول الله في قتله فأذن لهم فخرجوا وفي ( طبقات ابن سعد ) كان أبو رافع قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب وجعل لهم من الجعل العظيم لحرب رسول الله فبعث رسول الله هؤلاء الذين ذكرناهم وأما وقت هذا البعث فقال ابن سعد كان في شهر رمضان سنة ست من الهجرة وقيل في ذي الحجة سنة خمس وفي ( الإكليل ) كان بعد بدر وقيل بعد غزوة السويق وقال النيسابوري قبل دومة الجندل وقال ابن حبان بعد بدر الموعب آخر سنة أربع وقال أبو معشر بعد غزوة ذات الرقاع وقبل سرية عبد الله بن رواحة وقال الزهري هو بعد كعب بن الأشرف قوله إلى أبي رافع واسمه عبد الله ويقال سلام بن أبي الحقيق بضم الحاء المهملة وفتح القاف الأولى وسكون الياء آخر الحروف اليهودي قوله فانطلق رجل منهم هو عبد الله بن عتيك بفتح العين المهملة وكسر التاء المثناة من فوق الأنصاري من بني عمرو بن عوف استشهد يوم اليمامة قال أبو عمر وأظنه وأخاه جابر بن عتيك شهد بدرا ولم يختلف أن عبد الله شهد أحدا وقال ابن الكلبي وأبوه إنه شهد صفين مع علي رضي الله تعالى عنه فإن كان هذا فلم يقتل يوم اليمامة قوله فدخل حصنهم يقال إنه حصن بأرض الحجاز والظاهر أنه خيبر قوله أريهم بضم الهمزة وكسر الراء من الإراءة قوله في كوة بضم الكاف وفتحها وهي الثقب في جدار البيت قوله ففتحت باب الحصن ثم دخلت فإن قيل كان هو داخل الحصن فما معناه أجيب بأنه كان للحصن مغاليق وطبقات قوله فتعمدت الصوت أي اعتمدت جهة الصوت إذ كان الموضع مظلما قوله مالك كلمة ما للاستفهام مبتدأ و لك خبره قوله لأمك الويل القياس أن يقال على أمك الويل وإنما ذكر اللام لإرادة الاختصاص بهم قوله تحاملت عليه أي تكلفته على مشقة قوله حتى قرع العظم أي أصابه ومنه قرعته الداهية أي أصابته وأصل القرع الضرب قوله وأنا دهش جملة إسمية وقعت حالا