69 - .
( باب قتال الذين ينتعلون الشعر ) .
أي هذا باب في بيان قتال القوم الذين ينتعلون الشعر وهم أيضا من الترك كما ذكرناه ولكن لما روي الحديث المذكور في الباب السابق عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه من وجه آخر عقد له هذه الترجمة لأن لفظ أبي هريرة في الحديث الماضي لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر وقع في آخر الحديث وهو في هذا الحديث وقع في صدره .
9292 - حدثنا ( علي بن عبد الله ) قال حدثنا ( سفيان ) قال ( الزهري ) عن ( سعيد بن المسيب ) عن ( أبي هريرة ) رضي الله تعالى عنه عن النبي قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة .
مطابقته للترجمة ظاهرة ومعناه قد ذكر عن قريب وروى الترمذي من حديث الصديق رضي الله تعالى عنه أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة وقال حسن غريب وهذا يدل على أن خروج الترك على المسلمين يتكرر وهكذا وقع كما ذكرنا وسيقع أيضا عند ظهور الدجال والله تعالى أعلم .
قال سفيان وزاد فيه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة .
أي قال سفيان بن عيينة زاد في الحديث المذكور أبو الزناد بالزاي والنون عبد الله بن ذكوان عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وقال بعضهم هو موصول بالإسناد المذكور وأخطأ من زعم أنه معلق قلت القائل بالتعليق هو صاحب ( التلويح ) فإنه قال هذا التعليق رواه البخاري مسندا في علامات النبوة ونسبته إلى الخطأ جزما خطأ لأن ظاهر الكلام هو التعليق والذي ادعاه هذا القائل إحتمال قوله رواية بالنصب أي زاد على سبيل الرواية لا على طريق المذاكرة أي قاله عند النقل والتحميل لا عند القال والقيل قوله صغار الأعين بالنصب لأنه مفعول زاد .
79 - .
( باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر ) .
أي هذا باب في ذكر من صف أصحابه عند هزيمتهم وثبت هو ونزل عن دابته واستنصر الله تعالى وهذا كان يوم حنين حيث انقلب أصحاب النبي منهزمين من عدوهم كما وصفهم الله تعالى ثم وليتم مدبرين ( التوبة 52 ) وثبت النبي وذلك لما خصه الله تعالى من الشجاعة والنجدة فنزل عن بغلته واستنصر يعني دعا الله بالنصرة فنصره الله تعالى إذ رماهم بالتراب كما يأتي بيانه مستقصى في المغازي ونزوله كان بسبب الرجالة الباقين معه ليتأسوا به .
0392 - حدثنا ( عمرو بن خالد ) قال حدثنا ( زهير ) قال حدثنا ( أبو إسحاق ) قال سمعت ( البراء ) وسأله رجل أكنتم فررتم يا أبا عمارة يوم حنين قال لا والله ما ولى رسول الله ولكنه خرج شبان أصحابه وأخفاؤهم حسرا ليس بسلاح فأتوا قوما رماة جمع هوازن وبني نصر ما يكاد يسقط لهم سهم فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هنالك إلى النبي وهو على بغلته البيضاء وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر ثم قال أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ثم صف أصحابه