أو شرفين كانت أرواثها وآثارها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر على ذلك وسئل رسول الله عن الحمر فقال ما أنزل علي فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ( الزلزلة 7 - 8 ) .
مطابقته للترجمة في قوله الخيل لثلاثة وقد ذكرنا أنها صدر حديث الباب .
والحديث مضى في كتاب الشرب في باب شرب الناس والدواب من الأنهار غير أنه لم يذكر فيه هنا القسم الثالث اختصارا وهو قوله ورجل ربطها تغنيا إلى آخر ما ذكره هناك ومضى الكلام فيه مستوفى ولنذكر بعض شيء لزيادة الفائدة .
قوله الخيل لثلاثة وفي رواية الكشميهني الخيل ثلاثة قوله في مرج أو روضة شك من الراوي والمرج موضع الكلأ وأكثر ما يطلق على الموضع المطمئن والروضة أكثر ما يطلق على الموضع المرتفع وقال ابن الأثير المرج الأرض الواسعة ذات نبات كثير تمرج فيها الدواب أي تخلى تسرح مختلطة كيف شاءت والروضة الموضع الذي يستنقع فيه الماء قوله طيلها بكسر الطاء المهملة وفتح الياء آخر الحروف بعدها لام وهو الحبل الذي ترتبط به ويطول لها الترعي ويقال له طول أيضا قوله فاستنت من الاستنان وهو العدو والشرف الشوط قوله ونواء بكسر النون المناوأة وهي المعاداة وحكى عياض عن الداودي أنه وقع عنده ونوى بفتح النون والقصر قال ولا يصح ذلك وقيل حكاه الإسماعيلي من رواية إسماعيل بن أبي أويس فإن ثبت فمعناه وبعدا لأهل الإسلام وقيل الظاهر أن الواو في قوله ورياء ونواء بمعنى أو لأن هذه الأشياء قد تفترق في الأشخاص وكل واحد منها مذموم على حدة قوله الفاذة بالفاء وتشديد الذال المعجمة أي المنفردة في معناها يعني منفردة في عموم الخير والشر .
94 - .
( باب من ضرب دابة غيره في الغزو ) .
أي هذا باب في بيان من ضرب دابة غيره التي وقفت من العي إعانة له ورفقا به .
1682 - حدثنا ( مسلم ) قال حدثنا ( أبو عقيل ) قال حدثنا ( أبو المتوكل الناجي ) قال أتيت جابر ابن عبد الله الأنصاري فقلت له حدثني بما سمعت من رسول الله قال سافرت معه في بعض أسفاره قال أبو عقيل لا أدري غزوة أو عمرة فلما أن أقبلنا قال النبي من أحب أن يتعجل إلى أهله فليعجل قال جابر فأقبلنا وأنا على جمل لي أرمك ليس فيه شية والناس خلفي فبينما أنا كذلك إذ قام علي فقال لي النبي يا جابر استمسك فضربه بسوطه ضربة فوثب البعير مكانه فقال أتبيع الجمل قلت نعم فلما قدمنا المدينة ودخل النبي المسجد في طوائف أصحابه فدخلت إليه وعقلت الجمل في ناحية البلاط فقلت أهذا جملك فخرج فجعل يطيف بالجمل ويقول الجمل جملنا فبعث النبي أواق من ذهب فقال أعطوهاجابرا ثم قال استوفيت الثمن قلت نعم قال الثمن والجمل لك .
مطابقته للترجمة في قوله فضربه بسوطه ضربة فالضارب رسول الله والمضروب دابة غيره وهو جمل جابر رضي الله تعالى عنه ومسلم هو ابن إبراهيم القصاب البصري وأبو عقيل بفتح العين المهملة وكسر القاف اسمه بشير ضد النذير بن عقبة الدورقي الأزدي الناجي ويقال السامي البصري وأبو المتوكل علي بن داود الناجي بالنون والجيم منسوبا إلى بني ناجية بن سامة بن لؤي