وهو يتحنط فقال يا عم ما يحبسك أن لا تجيء قال الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط ثم جاء فجلس فذكر في الحديث انكشافا من الناس فقال هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله بئس ما عودتم أقرانكم .
مطابقته للترجمة في قوله وهو يتحنط وجعل يتحنط يعني من الحنوط .
ذكر رجاله وهم ستة الأول عبد الله بن عبد الوهاب أبو محمد الحجبي البصري الثاني خالد بن الحارث الهجيمي بضم الهاء وفتح الجيم مر في استقبال القبلة الثالث ابن عون بفتح العين وهو عبد الله بن عون مر في العلم الرابع موسى بن أنس بن مالك الخامس أنس بن مالك السادس ثابت بن قيس بن شماس بفتح الشين المعجمة وتشديد الميم وفي آخره سين مهملة الخزرجي خطيب الأنصار قتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه .
ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع وفيه العنعنة في موضع واحد وفيه القول في أربعة مواضع وفيه أن شيخه من أفراده وفيه أن رجاله كلهم بصريون ما خلا ثابتا وفيه رواية التابعي عن التابعي وهما ابن عون وموسى وابن عون رأى أنس بن مالك ولم يثبت له سماع منه وفيه إثنان من الصحابة وهما أنس وثابت وفيه أتى أنس ثابت بن قيس وفي رواية البرقاني من وجه آخر فقال عن موسى بن أنس عن أبيه قال أتيت ثابت بن قيس وفي رواية ابن سعد في ( الطبقات ) حدثنا الأنصاري حدثناابن عون أخبرنا موسى بن أنس عن أنس بن مالك قال لما كان يوم اليمامة جئت إلى ثابت بن قيس بن شماس فذكره وهذا الحديث من أفراده .
ذكر معناه قوله وذكر يوم اليمامة الواو فيه للحال وفي رواية الحموي بلا واو و اليمامة بفتح الياء آخر الحروف وتخفيف الميم وهي مدينة من اليمين على مرحلتين من الطائف سميت باسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام وقال الجوهري اليمامة بلاد وكان اسمها الجو فسميت باسم هذه المرأة لكثرة ما أضيف إليها أو ذكر الجاحظ أن اليمامة كانت من بنات لقمان بن عاد وأن اسمها عنز وكانت زرقاء وقال المسعودي هي يمامة بنت رباح بن مرة ويوم اليمامة هو اليوم الذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين وبين بني حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب وكانت في ربيع الأول من سنة اثنتي عشرة من الهجرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وقيل كانت في أواخر سنة إحدى عشرة والجمع بين القولين أن ابتداءها كان في السنة الحادية عشرة وانتهاءها في السنة الثانية عشرة وقتل فيها جماعة من المسلمين وهم أربعمائة وخمسون من حملة القرآن ومن الصحابة منهم ثابت بن قيس ابن شماس وكانت راية الأنصار مع ثابت هذا وكان رأس العسكر خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه وكان بنو حنيفة نحوا من أربعين ألفا والمسلمون نحوا من .
وقتل من بني حنيفة نحو من إحدى وعشرين ألفا وفيهم مسيلمة الكذاب قتله وحشي بن حرب قاتل حمزة رضي الله تعالى عنه رماه بحربة فأصابته وخرجت من الجانب الآخر وسارع إليه أبو دجانة سماك بن حرثة فضربه بالسيف فسقط قوله أتى أنس ثابت بن قيس وارتفاع أنس بالفاعلية وانتصاب ثابت بالمفعولية قوله وقد حسر الواو فيه للحال وكذلك في قوله وهو يتحنط وحسر بمهملتين مفتوحتين معناه كشف قوله يا عم إنما دعاه بذلك لأنه كان أسن منه ولأنه من قبيلة الخزرج قوله ما يحبسك أي ما يؤخرك قوله أن لا تجيء بالنصب قال الكرماني لا زائدة وبالرفع وتخفيف اللام وفي رواية الأنصاري فقلت يا عم ألا ترى ما يلقى الناس وعند الإسماعيلي ألا تجيء وكذا في رواية خليفة في ( تاريخه ) وقال في جوابه بلى يا ابن أخي الآن قوله وجعل يتحنط أي جعل يستعمل الحنوط قوله يعني من الحنوط إنما فسر بهذا حتى لا يتصحف بما يشتق من الخياطة أو من شيء آخر وقال بعضهم وكأن قائلها أراد دفع من يتوهم أنها من