أي يطلب ابن صياد مستغفلا له ليسمع شيئا من كلامه الذي يتكلم به في خلوته حتى يظهر للصحابة أنه كاهن وأصل الختل الخدع يقال ختله يختله إذا خدعه وراوغه وختل الذئب الصيد إذا اختفى له قوله في قطيفة هي كساء مخمل قوله رمرمة بالراءين وهو الصوت الخفي قوله أو زمزمة شك من الراوي وهو بالزايين المعجمتين قوله أي صاف يعني يا صاف وهو بالصاد المهملة والفاء المضمومة أو المكسورة أو الساكنة ابن صياد قوله فتناهى قال ابن الأثير قيل هو تفاعل من النهي العقل أي رجع إليه عقله وتنبه من غفلته وقيل هو من الانتهاء أي انتهى عن زمزمته قوله لو تركته بين أي لو تركته أمه بحيث لا يعرف قدوم رسول الله ولم يندهش عنه بين لكم باختلاف كلامه ما يهون عليكم شأنه .
وقال المهلب فيه جواز الاحتيال على المستسرين في جحود الحق حتى يسمع منهم ما يستسرون به ويحكم به عليهم ولكن بعد أن يفهم عنهم فهما حسيا مبينا .
9362 - حدثنا ( عبد الله بن محمد ) قال حدثنا ( سفيان ) عن ( الزهري ) عن ( عروة ) عن ( عائشة ) رضي الله تعالى عنها قالت جاءت امرأة رفاعة القرظي النبي فقالت كنت عند رفاعة فطلقني فأبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمان بن الزبير إنما معه مثل هدبة الثوب فقال أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك وأبو بكر جالس عنده وخالد بن سعيد بن العاص بالباب ينتظر أن يؤذن له فقال يا أبا بكر ألا تسمع إلى هذه ما تجهر به عند النبي .
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله وخالد بن سعيد إلى آخر الحديث بيان ذلك أن خالدا أنكر على امرأة رفاعة ما تلفظت به عند النبي ولم ينكر عليه النبي على ذلك وكان إنكار خالد عليها لاعتماده على سماع صوتها وهذا هو حاصل ما يقع من شهادة السمع لأن خالدا مثل المختفي عنها وعبد الله بن محمد المعروف بالمسندي وقد تكرر ذكره وسفيان هو ابن عيينة .
والحديث أخرجه مسلم في النكاح عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد والترمذي فيه عن ابن أبي عمر وإسحاق بن منصور والنسائي فيه ومن الطلاق عن إسحاق بن إبراهيم وابن ماجه في النكاح عن أبي بكر بن أبي شيبة ستتهم عن سفيان به .
قوله جاءت امرأة رفاعة اسم المرأة تميمة بنت وهب ولم يقع في رواية البخاري ولا في رواية غيره من مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه تسمية امرأة رفاعة وقد سماها مالك في روايته تميمة بنت وهب وقال ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) ولا أعلم لها غير قصتها مع رفاعة بن سموأل حديث العسيلة من حديث مالك في ( الموطأ ) وكذا قال الطبراني في ( المعجم الكبير ) لها ذكر في قصة رفاعة ولا حديث لها وأما زوجها الأول فهو رفاعة بن سموأل القرظي من بني قريظة قال ابن عبد البر ويقال رفاعة بن رفاة وهو أحد العشرة الذين فيهم نزلت ولقد وصلنا لهم القول ( القصص 15 ) الآية كما رواه الطبراني في ( معجمه ) وابن مردويه في ( تفسيره ) من حديث رفاعة بإسناد صحيح وأما زوجها الثاني فهو عبد الرحمن بن الزبير بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة بلا خلاف ابن باطا وقيل باطيا من بني قريظة وأما ما ذكره ابن منده وأبو نعيم في كتابيهما ( معرفة الصحابة ) أنه من الأنصار من الأوس ونسباه إلى عبد الرحمن بن الزبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس فغير جيد وقيل اسم المرأة سهيمة وقيل الغميصاء وقيل الرميصاء .
قلت لما أخرج الترمذي حديث امرأة رفاعة القرظي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال وفي الباب عن ابن عمر وأنس والرميصاء أو الغميصاء فهذا يدل على أنهما غير المرأة التي تزوجت بابن الزبير أما حديث ابن عمر فأخرجه النسائي وابن ماجه عنه عن النبي في الرجل يكون له المرأة ثم يطلقها ثم يتزوجها رجل فيطلقها قبل أن يدخل بها فترجع إلى زوجها الأول قال لا حتى تذوق العسيلة وأما حديث أنس فرواه البيهقي من رواية محمد بن دينار عن يحيى بن يزيد الهنائي قال سألت أنس بن مالك عن رجل تزوج امرأة