بسبعة أحرف على ما تيسر وذلك إنما هو فيما اتفق فيه المعنى أو تقارب وهذا قبل إجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم فأما الآن فلا يسعهم أن يقرأه على خلاف أجمعوا عليه القول الثاني قال أبو العباس أحمد بن يحيى سبعة أحرف هي سبع لغات فصيحة من لغات العرب قريش ونزار وغير ذلك الثالث السبعة كلها لمضر لا لغيرها وهي مفرقة في القرآن غير مجتمعة في الكلمة الواحدة الرابع أنه يصح في الكلمة الواحدة الخامس السبعة في صورة التلاوة كالإدغام وغيره السادس السبعة هي سبعة أنحاء زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال السابع سبعة أحرف هي الإعراب لأنه يقع في آخر الكلمة وذكر عن مالك أن المراد به إبدال خواتيم الآي فيجعل مكان غفور رحيم سميع بصير ما لم يبدل آية رحمة بعذاب أو عكسه الثامن المراد من سبعة أحرف الحروف والأسماء والأفعال المؤلفة من الحروف التي ينتظم منها كلمة فيقرأ على سبعة أحرف نحو عبد الطاغوت ونرتع ونلعب قرىء على سبعة أوجه التاسع هي سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة نحو أقبل وتعال وهلم وعن مالك إجازة القرآن بما ذكر عن عمر رضي الله تعالى عنه فامضوا إلى ذكر الله قيل أراد به أنه لا بأس بقراءته على المنبر كما فعل عمر ليبين أن المراد به الجري العاشر أن المراد بالسبعة الإمالة والفتح والترقيق والتفخيم والهمز والتسهيل والإدغام والإظهار وقال بعض المتأخرين تدبرت وجوه الاختلاف في القراآت فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ويبقى معناه وصورته مثل هن أطهر لكم وأظهر ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته مثل ربنا باعد وبعد ومنها ما يتغير معناه بالحروف ولا يختلف بالإعراب ولا تتغير صورته نحو ننشرها وننشزها ومنها ما تتغير صورته دون معناه كالعهن المنفوش قرأ سعيد بن جبير كالصوف ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل طلح منضود قرأ علي رضي الله تعالى عنه وطلع ومنها التقديم والتأخير مثل وجاءت سكرة الموت بالحق قرأ أبو بكر وطلحة رضي الله تعالى عنهما وجاءت سكرة الحق بالموت ومنها الزيادة والنقصان مثل تسع وتسعون نعجة أنثى في قراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وقال القاضي عياض قيل السبعة توسعة وتسهيل لم يقصد به الحصر وقال الأكثرون هو حصر العدد في السبعة قيل هي في صورة التلاوة وكيفية النطق من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق ومد وإمالة ليقرأ كل بما يوافق لغته ويسهل على لسانه أي كما لا يكلف القرشي الهمز واليمني تركه والأسدي فتح حرف المضارعة وقال ابن أبي صفرة هذه السبع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث وهو الذي جمع عليه عثمان رضي الله تعالى عنه .
( ذكر ما يستفاد منه ) فيه انقياد هشام لعلمه أن عمر رضي الله تعالى عنه لم يرد إلا خيرا وفيه ما كان عليه عمر رضي الله تعالى عنه من الصلابة وكان هشام من أصلب الناس بعده وكان عمر رضي الله تعالى عنه إذا كره شيئا يقول لا يكون هذا ما بقيت أنا وهشام بن حكيم وفيه مشروعية القراءة بما تيسر عليه دون أن يتكلف وهو معنى قول النبي في آخر الحديث فاقرؤا ما تيسر منه أي ما تيسر لكم من القرآن وحفظه - .
5 - .
( باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة ) .
أي هذا باب في بيان جواز إخراج أهل المعاصي إلى آخره قوله بعد المعرفة أي بعد العرفان بأحوالهم وهذا على سبيل التأديب لهم والزجر عن ارتكاب ما لم يجزه الشرع .
وقد أخرج عمر رضي الله تعالى عنه أخت أبي بكر رضي الله تعالى عنه حين ناحت .
أي أخرج عمر بن الخطاب أخت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وهي أم فروة وهذا التعليق وصله ابن سعد في ( الطبقات الكبير ) أنبأنا عثمان بن عمر أنبأنا يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال لما توفي أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أقامت عائشة عليه النوح فبلغ عمر فنهاهن فأبين أن ينتهين فقال لهشام بن الوليد أخرج إلى ابنة أبي قحافة يعني أم فروة فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوائح حين سمعن ذلك وقال صاحب ( التلويح ) هذا