الحوضين اللذين في حائط عوف وعلى الحجون سقيفة زياد بن عبد الله أحد بني الحارث بن كعب وكان على مكة ويقال الحجون مقبرة أهل مكة تجاه دار أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه وهو على ميل ونصف من مكة وأغرب السهيلي فقال الحجون على فرسخ وثلث من مكة وهو غلط ظاهر والصحيح ما ذكرناه وعند المقبرة المعروفة بالمعلاة على يسار الداخل إلى مكة ويمين الخارج منها وروى الواقدي عن إشياخه أن قصي بن كلاب لما مات دفن بالحجون فتدافن الناس بعده به قوله صلى الله على محمد مقول قوله تقول كلما مرت وفي رواية مسلم كلما مرت بالحجون تقول صلى الله تعالى على رسوله وسلم قوله خفاف بكسر الخاء جمع خفيف وزاد مسلم في رواية خفاف الحقائب وهو جمع حقيبة بفتح الحاء المهملة وبالقاف والباء الموحدة وهي ما احتقبه الراكب خلفه من حوائحه في موضع الرديف قوله قليل طهرنا أي مراكبنا قوله فاعتمرت أنا وأختي أي بعد أن فسخوا الحج إلى العمرة قوله والزبير أي الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه فإن قلت روى مسلم من حديث صفية بنت شيبة عن أسماء بنت أبي بكر قالت خرجنا محرمين فقال رسول الله من كان معه هدي فليقم على إحرامه ومن لم يكن معه هدي فليحلل فلم يكن معي هدي فحللت وكان مع الزبير هدي فلم يحل الحديث فهذا يخالف رواية عبد الله مولى أسماء لأنه ذكر الزبير مع من أحل قلت أجاب النووي بأن إحرام الزبير بالعمرة وتحلله منها كان في غير حجة الوداع واستبعده بعضهم وقال المرجح عند البخاري رواية عبد الله مولى أسماء فلذلك اقتصر على إخراجها دون رواية صفية بنت شيبة قلت هذا مسلم قد أخرج كليهما مع ما فيهما من الاختلاف ولا وجه في الجمع بينهما إلا بما قاله النووي فإن قلت فيه إشكال آخر وهو أن أسماء ذكرت عائشة فيمن طاف والحال أنها كانت حينئذ حائضا قلت قيل يحتمل أنها أشارت إلى عمرة عائشة التي فعلتها بعد الحج مع أخيها عبد الرحمن من التنعيم قال القاضي هذا خطأ لأن في الحديث التصريح بأن ذلك كان في حجة الوداع قيل لا وجه في ذلك إلا أن يقال إنما لم تستثن أسماء عائشة لشهرة قصتها وفيه بعد أيضا نعم إنما هذا يتأتى إذا قلنا كانت عائشة طاهرة حين ذكرت أسماء إياها وعطفتها على نفسها في قولها اعتمرت أنا وأختي عائشة ثم طرأ عليها الحيض ثم إنها لم تستثنها في قولها فلما مسحنا البيت لشهرتها أنها كانت حائضا في ذلك الوقت أو نسيت أن تستثنيها فافهم قوله وفلان وفلان كأنها سمت جماعة عرفتهم ممن لم يسق الهدي ولم توقف على تعيينهم قوله فلما مسحنا البيت أي طفنا بالبيت وقد ذكرنا أن من لازم الطواف المسح عادة فيكون من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم وقد ذكرنا وجه طي ذكر السعي عن قريب فإن قلت لم تذكر أسماء الحلق مع أنه نسك قلت لا يلزم من عدم ذكرها إياه ترك فعله فإن القصة واحدة وقد ثبت الأمر بالتقصير في عدة أحاديث والله أعلم .
21 - .
( باب ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو ) .
أي هذا باب في بيان ما يقول الحاج إذا رجع من حجه أو عمرته قوله أو الغزو أي وفيما يقول الغازي إذا رجع من غزوه .
7971 - حدثنا ( عبد الله بن يوسف ) قال أخبرنا ( مالك ) عن ( نافع ) عن ( عبد الله بن عمر ) رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .
مطابقته للترجمة هي أنه تفسير لها وهو ظاهر .
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الدعوات عن إسماعيل وأخرجه