قالوا الله ورسوله أعلم فقال فإن هذا يوم حرام أفتدرون أي بلد هاذا قالوا الله ورسوله أعلم قال بلد حرام أفتدرون أي شهر هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال شهر حرام قال فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله قال النبي بمنى لأن قوله بهذه الكلمات أعني قوله أفتدرون إلى آخره عبارة عن خطبة بمنى ولكن ليس المراد منه الخطبة الحقيقية التي فيها شيء من مناسك الحج وقد استقصينا الكلام فيه في أول الباب .
ورجاله خمسة منهم عاصم بن محمد بن زيد يروي عن أبيه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ومحمد يروي عن جده عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهم .
الحديث أخرجه البخاري أيضا في الديات عن أبي الوليد وفي الفتن عن حجاج بن منهال وفي الأدب عن عبد الله بن عبد الوهاب وفي الحدود عن محمد بن عبد الله وفي المغازي عن يحيى بن سليمان وأخرجه مسلم في الإيمان عن حرملة بن يحيى وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي بكر بن خلاد وعن عبيد الله بن معاذ وأخرجه أبو داود في السنة عن أبي الوليد به وأخرجه النسائي في المحاربة عن أحمد بن عبد الله بن الحكم وأخرجه ابن ماجه في الفتن عن دحيم .
قوله بمنى في محل النصب على الحال والباء بمعنى في قوله أفتدرون وفي رواية الإسماعيلي عن القاسم المطرز عن محمد بن المثنى شيخ البخاري قال أوتدرون .
وقال هشام بن الغاز أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وقف النبي يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا وقال هذا يوم الحج الأكبر فطفق النبي يقول أللهم اشهد وودع الناس فقالوا هاذه حجة الوداع .
مطابقته للترجمة ظاهرة وهشام بن الغاز بالغين المعجمة وتخفيف الزاي بلفظ الفاعل من الغزو بحذف الياء وإثباتها ابن ربيعة بفتح الراء الجرشي بضم الجيم وفتح الراء وبالشين المعجمة مات سنة سبع وخمسين ومائة وهذا تعليق وصله أبو داود حدثنا المؤمل بن الفضل عن الوليد بن مسلم عن هشام بن الغاز قال حدثنا نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله وقف يوم النحر في الحجة التي حج فيها فقال أي يوم هذا فقالوا يوم النحر فقال هذا يوم الحج الأكبر ورواه ابن ماجه أيضا والطبراني .
قوله بين الجمرات بفتح الجيم والميم جمع جمرة وفيه تعيين المكان الذي وقف فيه كما أن في الرواية التي قبلها تعيين الزمان وكما أن في حديثي ابن عباس وأبي بكرة تعين اليوم ووقع تعيين الوقت في اليوم في رواية رافع بن عمرو المزني عند أبي داود والنسائي ولفظه رأيت النبي يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى الحديث قوله في الحجة التي حج ووقع في رواية الكشميهني في حجته التي حج وللطبراني في حجة الوداع قوله بهذا قال الكرماني أي وقف متلبسا بهذا الكلام المذكور واستغرب بعضهم من الكرماني هذا التفسير وقال بهذا أي بالحديث الذي تقدم من طريق محمد بن زيد عن جده قلت في طريق محمد بن زيد عن جده قالوا الله ورسوله أعلم وفي طريق هشام بن الغاز الذي وصله أبو داود وابن ماجه قالوا يوم النحر وهذا كما ترى مختلف لأن طريق محمد بن زيد فيه التفويض وفي طريق هشام الجواب بيوم النحر فيما رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما وكان في طريق هشام ورد اللفظان المذكوران أعني التفويض والجواب وفي تعليق البخاري عنه اللفظ هو التفويض فلذلك فسر الكرماني لفظة بهذا بقوله أي وقف متلبسا بهذا الكلام المذكور وأراد بالكلام المذكور قولهم الله ورسوله أعلم وهو التفويض وهذا هو الوجه فلا ينسب إلى الاستغراب لأن كلمة الباء في قوله بهذا تتعلق بقوله وقف النبي ومن تأمل سر التراكيب لم يزغ عن طريق الصواب قوله وقال هذا يوم الحج الأكبر أي يوم النحر هذا هو يوم الحج الأكبر واختلفوا فيه فقيل هو الذي يقال له