وفيه من الفوائد استحباب نحر الإبل على الصفة المذكورة وفيه تعليم الجاهل وعدم السكوت على مخالفة السنة وإن كان مباحا وفيه أن قول الصحابي من السنة كذا مرفوع عند الشيخين لاحتجاجهما بهذا الحديث في صحيحيهما قوله وقال شعبة إلى آخره تعليق أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده قال أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة عن يونس سمعت زياد بن جبير قال انتهيت مع ابن عمر فإذا رجل قد اضجع بدنته وهو يريد أن ينحرها فقال قياما مقيدة سنة محمد وقال صاحب ( التلويح ) التعليق على شعبة رواه العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي في كتاب المناسك عن عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة عن يونس عن زياد بن جبير فذكره وقال بعضهم ليس فيه وفاء مقصود البخاري فإنه أخرج هناك طريق شعبة لبيان سماع يونس له من زيادة انتهى قلت إنما قصد صاحب ( التلويح ) ذكر مجرد الاتصال مع قطع النظر عما ذكره .
911 - .
( باب نحر البدن قائمة ) .
أي هذا باب في بيان نحر البدن حال كونها قائمة وفي رواية الكشميهني قياما .
وقال ابن عمعر رضي الله تعالى عنهما سنة محمد .
مطابقته للترجمة ظاهرة وفي بعض النسخ وقال ابن عمر سنة محمد وهذا التعليق قد ذكره موصولا في الباب السابق .
وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما صواف قياما .
أشار به إلى تفسير لفظ صواف الذي في قوله تعالى فاذكروا اسم الله عليها صواف ( الحج 63 ) أي قياما كذا أخرجه سعيد ابن منصور عن ابن عيينة في ( تفسيره ) عن عبد الله بن أبي يزيد عنه في تفسير قوله تعالى فاذكروا اسم الله عليها صواف ( الحج 63 ) قال قياما وصواف بتشديد الفاء جمع صافة بمعنى مصطفة في قيامها وفي ( مستدرك ) الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى صوافن أي قياما على ثلاثة قوائم معقولة وهي قراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وصوافن بكسر الفاء وفي آخره نون جمع صافنة وهي التي رفعت إحدى يديها بالعقل لئلا تضطرب وعن إبراهيم ومجاهد رضي الله تعالى عنهما الصواف على أربعة والصوافن على ثلاثة وعن طاووس ومجاهد الصواف تنحر قياما .
4171 - حدثنا ( سهل بن بكار ) قال حدثنا ( وهيب ) عن ( أيوب ) عن ( أبي قلابة ) عن ( أنس ) رضي الله تعالى عنه قال صلى النبي الظهر بالمدينة أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين فبات بها فلما أصبح ركب راحلته فجعل يهلل ويسبح فلما علا على البيداء لبى بهما جميعا فلما دخل مكة أمرهم أن يحلوا ونحر النبي بيده سبع بدن قياما وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين .
مطابقته للترجمة في قوله ونحر النبي بيده سبع بدن قياما وقد تقدم هذا الحديث مختصرا بهذا الإسناد بعينه في باب من نحر بيده قبل هذا الباب بباب وقد ذكرنا هناك أن هذا الباب أعني باب من نحر بيده غير موجود إلا في رواية أبي ذر رضي الله تعالى عنه عن المستملي وقد مضى الكلام فيه هناك مستقصى .
قوله فبات بها فلما أصبح وفي رواية الكشميهني فبات بها حتى أصبح أي فبات النبي بذي الحليفة إلى أن أصبح قوله لبى بهما أي بالحج والعمرة وهذا يصرح بأنه كان قارنا ولا اعتبار لتأويل من يؤول أن معنى قوله فلبى بهما أمر من أهل بالقران لأنه كان هو مفردا لأنه خروج عن معنى يقتضيه التركيب إلى معنى غير صحيح يظهر ذلك بأدنى تأمل قوله