من المتكلمين على هذا الكتاب قلت أن هذا عجيب شديد يأخذ كلام الناس وينسبه إلى نفسه مدعيا أ غيره قد خفى عليه ذلك على أن هذا الذي ذكره الكرماني في وجه المطابقة إنما يقاد بالجر الثقيل على ما لا يخفي على من يتأمله فإذا أمعن الناظر فيه لا يجد لذكر هذا لحديث هنا مناسبة ولا مطابقا للترجمة .
( بيان رجاله ) وهم خمسة قتيبة بن سعيد وقد مر ذكره في باب السلام من السلام الثاني إسماعيل بن جعفر الأنصاري المدنى وقد مر في باب علامات المنافق الثالث حميد بضم الحاء ابن أبي حميد واسم أبي حميدتين بكسر التاء المثناة من فوق وسكون الياء آخر الحروف البصري مولى طلحة الطلحات وهو مشهور بحميد الطويل قيل كان قصيرا طويل اليدين فقيل له ذلك وكان يقف عند الميت فتصل أحدى يديه إلى رأسه والاخرى إلى رجليه وقال الأصمعي رأيته ولم يكن بذلك الطويل بل كان في مر ذكره الخامس عبادة بن الصامت Bه وقد مر ذكره في باب علامة الإيمان حب الأنصار .
بيان لطائف اسناده منها أن فيه التحديث والاخبار وبالافراد والعنعنة ولكن في رواية الاصيلي حدثنا أنس فعلى روايته أمن من تدليس حميد ومنها أن فيه رواية صحابي عن صحابي ومنها أن رواته ما بيين بلخي ومدني وبصرى .
( بيان تعدد موضعه ومن اخرجه غيره ) أخرجه أيضا في الصوم عن محمد بن المثنى عن خالد بن الحارث وفي الأدب عن مسدد عن بشر بن المفضل بن مغفل ثلاثتهم عن حميد الطويل عنه به وأخرجه النسائي في الاعتكاف عن محمد بن المثنى به وعن على بن حجر عن إسماعيل بن جعفر به وعن عمر أن بن موسى عن يزيد بن زريع عن حميد به .
( بيان اللغات ) قوله فتلاحى بفتح الحاء من التلاحى بكسر الحاء وهو التنازع قال الجوهري تلاحوا إذا تنازعوا وقال الشيخ قطب الدين الملاحاة الخصومة والسباب والاسم اللحاء بكسر الحاء وهو التنازع قال الجوهري تلاحوا إذا تنازعوا وقال الشيخ قطب الدين الملاحاة الخصومة والسباب والاسم اللحاء بكسر اللام ممدودا قلت الذي ذكره من باب المفاعلة والذي في الحديث من باب التفاعل لان تلاحي اصله تلاحى بفتح الياء على وزن تفاعل قلبت الياء الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها والمصدر تلاح أصله تلاحي فأعل اعلال قاض فان قلت قد علم أن باب التفاعل لمشاركة الجماعة نحو تخاصم القوم وباب المفاعلة لمشاركة اثنين نحو قاتل زيد وعمرو وكان القياس هنا أن يذكر من باب النلاحاة لأنها كانت بين رجلين قلت التحقيق في هذا الباب أن وضع فاعل لنسبة الفعل إلى الفاعل متعلقا بغيره مع أن الغير فعل مثل ذلك ووضع تفاعل لنسبته إلى المشتركين فيه من غير قصد إلى تعلق له فلذلك جاء الأول زائدا على الثاني بمفعول ابدا فأن كان تفاعل من فاعل المتعدي إلى مفعول كضارب لم يتعد وإن كان من المتعدي إلى مفعولين كجاذبته الثوب يتعدى إلى واحد وقد يفرق بينهما من حيث المعنى فان البادىء فيه غير معلوم دون تفاعل وجاه تلاحى ههنا من لاحيته لم يتعد إلى مفعول فافهم فإنه موضع دقيق قوله التمسوها من الالتماس وهو الطلب ( بيان الأعراب ) قوله خرج أي من الحجرة جملة في محل الرفع لأنها خبر أن قوله يخبر جملة مستأنفة والأولى أن تكون حالا وقد علم أن المضارع إذا وقع حالا وكان مثبتا لا يجوز فيه الواو قان قلت الخروج لم يكن في حال الأخبار قلت هذه تسمى حالا مقدرة أي خرج مقدر الأخبار وذلك كما في قوله تعالى فادخلوها خالدين أي مقدرين الخلود ولا شك أن الخروج حالة تقدير الأخبار كالدخول حالة تقدير الخلود قوله فتلاحى فعل ورجلان فاعله وكلمة من بيانية مع ما فيها من معنى التبغيض قوله أني خرجت مقول القول قوله لاخبركم بنصب الراءبان المقدرة بعد لام التعليل إذ أصله لأن أخبركم واخبر يقتضي ثلاثة مفاعيل الأول كاف الخطاب وقوله بليلة القدر سد مسد المفعول الثاني والثالث لن التقدير أخبركمك بأن ليلة القدر هي الليلة الفلانية ولا يجوز أن يكون بليلة القدر سد مسد المفعول الثاني والثالث لان التقدير أخبركم بأن ليلة القدر هي الليلة الفلانية ولا يجوز أن يكون بليلة القدر المفعول الثاني ويكون الثالث محذوفا لأن المفعول الأول في هذا الباب كمفعول اعطيت والمفعول الثاني والثالث كمفعول علمت بمعنى إذا ذكر أحدهما يجب ذكر الآخر لأنهما في المعنى كالمبتدأ والخبر فلا بد من ذكر أحدهما إذا ذكر الآخر قوله وأنه