اشتقاقا من هادوا أي مالوا أي في عبادة العجل أو من دين موسى أو من هاد إذا رجع من خير إلى شر ومن شر إلى خير لكثرة انتقالهم من مذاهبهم وقيل لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة وقيل معرب من يهوذا بن يعقوب بالذال المعجمة ثم نسب إليه فقيل يهودي ثم حذفت الياء في الجمع فقيل يهود وكل منسوب إلى جنس الفرق بينه وبين واحده بالياء وعدمها نحو روم ورومي كما ذكرناه قوله معشر اليهود المعشر الجماعة الذين شأنهم واحد ويجمع على معاشر قوله عيدا على وزن فعل أصله عود لأنه من العود سمي به لأنه يعود في كل عام وقال الزمخشري في قوله تعالى تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا ( المائدة 114 ) قيل العيد هو السرور العائد ولذلك يقال يوم عيد وكأن معناه تكون لنا سرورا وفرحا ويجمع على أعياد فرقا بينه وبين أعواد الذي هو حمع عود قوله بعرفة يوم عرفة هو التاسع من ذي الحجة تقول هذا يوم عرفة غير منون ولا يدخلها الألف واللام لأن عرفة علم لهذا المكان المخصوص ففيها العلمية والتأنيث وقد يطلق على اليوم المعهود أيضا .
بيان الإعراب قوله سمع جعفر فعل وفاعل ومفعول وقبله شيء مقدر تقديره حدثنا الحسن بن الصباح أنه سمع جعفر وقد جرت عادة المحدثين بحذف أنه في مثل هذا الموضع في الخط ولكن لا بد من قراءته كما يحذف لفظ قال خطأ لا قراءة قوله من اليهود في محل النصب على أنه صفة ل رجلا أي رجلا كائنا من اليهود قوله قال له أي لعمر وهذه الجملة في محل الرفع لأنها خبر إن قوله آية مبتدأ وإن كان نكرة لأنه تخصص بالصفة وهي قوله في كتابكم وقوله تقرؤنها جملة في محل الرفع على أنها صفة أخرى للمبتدأ والجملة الشرطية خبره أعني قوله لو علينا إلى آخره ويجوز أن يكون المخصص للمبتدأ صفة محذوفة تقديره آية عظيمة وقوله وفي كتابكم خبره وقوله يقرؤنها خبر بعد خبر ويجوز أن يكون الخبر محذوفا مقدرا فيما قبله وتقديره في كتابكم آية وقوله في كتابكم المذكور مفسر له حذف ذلك حتى لا يجمع بين المفسر والمفسر قوله لو علينا تقديره لو نزلت علينا لأن لو لا تدخل إلا على الفعل فحذف الفعل لدلالة الفعل المذكور عليه كما في قوله تعالى وإن أحد من المشركين استجارك ( التوبة 6 ) أي وإن استجارك أحد وقوله تعالى لو أنتم تملكون ( الإسراء 100 ) أي لو تملكون أنتم قوله علينا يتعلق بالمحذوف قوله معشر اليهود كلام إضافي منصوب على الاختصاص أي أعني معشر اليهود قوله لاتخذنا جواب الشرط قوله قال أي آية أي قال عمر Bه أي آية هي فالخبر محذوف قوله وهو قائم جملة إسمية وقعت حالا والباء في بعرفة ظرفية وقد قلنا إنه غير منصرف للعلمية والتأنيث والباء تتعلق بقوله قائم أو بقوله نزلت قوله يوم الجمعة وفي بعض الروايات يوم جمعة وهي بفتح الميم وضمها وإسكانها فإن قلت ما الفرق بين فعلة ساكن العين وفعلة بتحريكها قلت إن الساكن بمعنى المفعول والمتحرك بمعنى الفاعل يقال رجل ضحكة بسكون الحاء أي مضحوك وهذه قاعدة كلية فإن قلت عرفة غير منصرف اتفاقا لما ذكرت فما بال الجمعة منصرفا مع أنها مثلها في كونها إسما للزمان المعين وفيه تاء التأنيث قلت عرفة علم والجمعة صفة أو غير صفة ليس علما لو جعل علما لامتنع من الصرف .
بيان المعاني قوله إن رجلا من اليهود اسم هذا الرجل هو كعب الأحبار صرح بذلك مسدد في ( مسنده ) والطبري في ( تفسيره ) والطبراني في ( الأوسط ) كلهم من طريق رجاء بن أبي سلمة عن عبادة بن نسي بضم النون وفتح السين المهملة عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب عن كعب فإن قلت روى البخاري في المغازي من طريق الثوري عن قيس بن مسلم أن ناسا من اليهود وأخرج في التفسير من هذا الوجه بلفظ قالت اليهود فكيف التوفيق بين هذه الروايات قلت التوفيق فيها أن كعبا حين سأل عمر Bه عن ذلك كان معه جماعة من اليهود قوله أي آية كلمة أي ههنا للاستفهام وهو اسم معرب معرفة للاضافة وقد تترك الإضافة وفيه معناها وإذا كان الذي أضيف إليه مؤنثا لا يجب دخول التاء فيه وإنما يجب إذا وقع صفة لمؤنث نحو مررت بامرأة أية امرأة ونظير قوله أي آية قوله تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ( لقمان 34 ) فإن قلت ما الفرق بين الاستفهام به وبين الاستفهام بما نحو ما تلك ( طه 17 ) الآية قلت السؤال بأي إنما هو عمل يميز أحد المشاركات و بما عن الحقيقة والغرض ههنا طلب تعيين تلك الآية وتمييزها عن