ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في موضع واحد وفيه السماع في ثلاثة مواضع وفيه القول في ثلاثة مواضع وفيه أن شيخه بصري قاضي مكة وشعبة واسطي وأبو إسحاق وعبد الله كوفيان .
والحديث أخرجه مسلم أيضا في الزكاة عن عوف بن سلام الكوفي عن زهير بن معاوية عن أبي إسحاق وفي الباب عن فضالة عن عبيد مرفوعا اجعلوا بينكم وبين النار حجابا ولو بشق تمرة رواه الطبراني وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه مرفوعا بإسناد صحيح ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة رواه أحمد وعن عائشة رضي الله تعالى عنها بإسناد حسن يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان رواه أحمد أيضا وعن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه نحوه وأتم منه بلفظ تقع من الجائع موقعها من الشبعان رواه أبو يعلى الموصلي وعن أنس يرفعه افتدوا من النار ولو بشق تمرة رواه ابن خزيمة وعن ابن عباس يرفعه اتقوا النار ولو بشق تمرة رواه ابن خزيمة أيضا وعن أبي هريرة مثله بإسناد جيد رواه ابن أبي الدنيا في ( فضل الصدقة ) .
8141 - حدثنا ( بشر بن محمد ) قال أخبرنا ( عبد الله ) قال أخبرنا ( معمر ) عن ( الزهري ) قال حدثني ( عبد الله بن أبي بكر بن حزم ) عن ( عروة ) عن ( عائشة ) رضي الله تعالى عنها قالت دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت فدخل النبي علينا فأخبرته فقال من ابتلي من هاذه البنات بشيء كن له سترا من النار .
( الحديث 8141 - طرفه في 5995 ) .
مطابقته للترجمة في قوله فقسمتها بين ابنتيها أي لما قسمت التمرة بينهما صار لكل واحدة منهما شق تمرة فدخلت الأم في عموم قوله من ابتلي إلى آخره لأنها ممن ابتلي بشيء من البنات وأما مناسبة فعل عائشة رضي الله تعالى عنها للترجمة ففي قوله والقليل من الصدقة فإنه من الترجمة أيضا .
ذكر رجاله وهم سبعة ذكروا كلهم وبشر بكسر الباء الموحدة تقدم في كتاب الوحي وعبد الله هو ابن المبارك ومعمر بفتح الميمين هو ابن راشد والزهري هو محمد بن مسلم وعبد الله بن أبي بكر بن حزم مر في باب الوضوء مرتين وعروة هو ابن الزبير وفيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد وبصيغة الإفراد في موضع وفيه الإخبار بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في موضعين وفيه القول في ثلاثة مواضع .
( ذكر تعدد موضعه و من أخرجه غيره ) أخرجه البخاري في الأدب عن أبي اليمان عن شعيب وأخرجه مسلم في الأدب عن عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي وأبي بكر بن إسحاق الصغاني وعن محمد بن عبد الله بن فهزاد وأخرجه الترمذي في البر عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن ابن المبارك وقال حسن صحيح .
( ذكر معناه ) قوله لها في محل الرفع لأنها صفة لقوله ابنتان أي ابنتان كائنتان لها قوله تسأل جملة في محل النصب على الحال من الأحوال المقدرة قوله من هذه البنات الظاهر أنها إشارة إلى أمثال المذكورات من أصحاب الفقر والفاقة ويحتمل أن يراد به الأشارة إلى جنس البنات مطلقا وإنما قال سترا ولم أستارا ولم يقل أستارا لأن المراد الجنس فيتناول القليل والكثير وقوله بشيء أي أحوال البنات أو من نفس البنات أي من ابتلى منهن بأمر من أمورهن أو من ابتلى ببنت منهن سماه ابتلاء لموضع الكراهة لهن كما أخبر الله تعالى وفيه حض على الصدقة بالقليل وإعطاء عائشة التمرة لئلا ترد السائل خائبا وهي تجد شيئا وروى أنها أعطت سائلا جبة عنب فجعل يتعجب فقالت كما ترى فيها مثقال ذرة ومثله قوله لأبي تميمة الهجيمي لا تحقرن شيئا من المعروف ولو أن تضع في دلوك في إناء المستسقى وفيه قسمة المرأة التمرة بين ابنتيها لما جعل الله في قلوب الإمهات من الرحمة وفيه أن النفقة على البنات والسعي عليهن من أفضل أعمال البر المنجية من النار وكانت عائشة رضي الله تعالى عنها من أجود الناس أعطت في كفارة يمين أربعين رقبة وقيل فعلت ذلك