للرجال وهو الصحيح وقال العسكري في ( الفصيح ) لا يقال ثدي إلا في المرأة ويقال في الرجل تندوة والثدي يذكر ويؤنث قوله من نغض كتفه بضم النون وسكون الغين المعجمة وفي آخره ضاد معجمة وهو العظم الرقيق الذي على طرف الكتف وقيل هو أعلى الكتف ويقال له أيضا الناغض وفي ( المخصص ) النغض تحرك الغضروف نغضت كتفه نغوضا ونغاضا ونغضانا ويقال طعنه في نغض كتفه ومرجع كتفه وهو حيث يتحرك الغضروف مما يلي إبطه في كتفه وقال الأصمعي قرع الكتف ما تحرك منها وعلا والجمع فروع ونغضها حيث يجيء فرعها ويذهب وقال أبو عبيدة هو أعلى منقطع الغضروف من الكتف وقيل النغضان اللتان ينغضان من أسفل الكتف فيتحركان إذا مشى وقال شمر هو من الإنسان أصل العنق حيث ينغض رأسه ونغض الكتف هو العظم الرقيق على طرفها وقال الخطابي نغض الكتف الشاخص من الكتف سمي به لأنه يتحرك من الإنسان في مشيه قوله يتزلزل أي يتحرك ويضطرب الرضف من نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه وفي رواية الإسماعيلي فيتجلجل بجيمين وهو بمعنى الأول وفي بعض النسخ حتى يخرج من حلمة ثدييه بالتثنية في الثاني والإفراد في الأول قوله ثم ولى أي أدبر قوله سارية وهي الاسطوانة وفي رواية الإسماعيلي فوضع القوم رؤسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا قال فادبر فاتبعته حتى جلس إلى سارية قوله وأنا لا أدري من هو وفي رواية مسلم زيادة من طريق خليد العصري عن الأحنف وهي فقلت من هذا قالوا هذا أبو ذر فقمت إليه فقلت ما شيء سمعتك تقوله قال ما قلت إلا شيئا سمعته من نبيهم وفي هذه الزيادة رد لقول من يقول إنه موقوف على أبي ذر فلا يكون حجة على غيره وفي ( مسند أحمد ) من طريق يزيد الباهلي عن الأحنف كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر منه الناس حين يرونه قلت من أنت قال أبو ذر قلت ما نفر الناس منك قال إني أنهاهم عن الكنوز التي كان ينهاهم عنها رسول الله قوله قلت بفتح التاء خطاب لأبي ذر قوله قال أي أبو ذر إنهم لا يعقلون شيئا فسر ذلك في الأخير بقوله إنما يجمعون الدنيا فالذين يجمعون الدنيا لا يفهمون كلام من ينهاهم عن الكنوز قوله قال لي خليلي أراد به النبي حيث بينه بقوله قال النبي أي قال أبو ذر خليلي هو النبي وفاعل قال هو أبو ذر وقوله النبي خبر مبتدأ محذوف أي هو النبي قوله يا أبا ذر تقديره قال النبي يا أبا ذر وعن هذا قال ابن بطال سقط كلمة من الكتاب وهي فقال النبي يا أبا ذر أتبصر أحدا هو الجبل المعروف وقال الكرماني لفظ يا أبا ذر يتعلق بقوله قال لي خليلي قلت فعلى قوله لا يحتاج إلى تقدير قوله ما بقي من النهار أي أي شيء بقي من النهار قوله وأنا أرى أي أظن قوله قلت نعم جواب لقوله أتبصر أحدا قوله مثل أحد إما خبر لأن وإما حال مقدم على الخبر وانتصاب ذهبا على التمييز قوله انفقه كله أي كل مثل أحد ذهبا وقال الكرماني فإن قلت الإنفاق في سبيل الله يستحسن فلم ما أحبه رسول الله قلت المراد أنفقه لخاصة نفسه أو المراد أنفقه في سبيل الله وعدم المحبة إنما هو للاستثناء الذي فيه أي ما أحب إلا إنفاق الكل قوله إلا ثلاثة دنانير قال القرطبي الدنانير الثلاثة المؤخرة واحد لأهله وآخر لعتق رقبة وآخر لدين وقال الكرماني يحتمل أن هذا المقدار كان دينا أو مقدار كفاية إخراجات تلك الليلة لرسول الله قوله وإن هؤلاء لا يعقلون عطف على إنهم لا يعقلون شيئا وليس من تتمة كلام رسول الله بل هو من كلام أبي ذر وكرر للتأكيد ولربط ما بعده عليه قوله إنما يجمعون الدنيا قد قلنا إن هذا بيان لقوله إنهم لا يعقلون شيئا قوله لا أسألهم دنيا أي لا أطمع في دنياهم وفي رواية الإسماعيلي قلت مالك لإخوانك من قريش لا تعتريهم ولا تصيب منهم قال وربك لا أسألهم دنيا إلى آخره وفي رواية مسلم لا أسألهم عن دنيا قال النووي الأجود حذف عن كما في رواية للبخاري ثم قال لا أسألهم شيئا من متاعها قوله لا تعتريهم أي تأتيهم وتطلب منهم قوله ولا استفتيهم عن دين أي لا أسألهم عن أحكام الدين أي أقنع بالبلغة من الدنيا وأرضى باليسير مما سمعت من العلم من رسول الله .
ذكر ما يستفاد منه فيه زهد أبي ذر رضي الله تعالى عنه وكان من مذهبه أنه يحرم على الإنسان إدخار ما زاد على حاجته وفيه أن أبا ذر ذهب إلى ما يقتضيه ظاهر لفظ والذين يكنزون الذهب والفضة ( التوبة 43 ) إذ الكنز في اللغة المال المدفون