وطاووس وعن أبي هريرة حق الإبل أن تنحر السمينة وتمنح العزيزة ويفقد الظهر وتطرق الفحل وتسقى اللبن ومذهب أكثر العلماء أن هذا على الندب والمواساة وفيه ما يدل على أن الله تعالى يبعث الإبل والبقر والغنم التي منعت زكاتها بعينها ليعذب بها مانعها كما صرح به في الحديث وأما المال الذي ليس بحيوان الذي منع فيه الزكاة فإنه يمثل له يوم القيامة شجاعا أقرع على ما يجيء عن قريب ويحتمل أن عين ماله ينقلب ثعبانا يعذب به صاحبه ولا ينكر قلب الأعيان في الآخرة .
3041 - حدثنا ( علي بن عبد الله ) قال حدثنا ( هاشم بن القاسم ) قال حدثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه ثم يأخ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا ولا يحسبن الذين يبخلون ( آل عمران 081 ) الآية .
مطابقته للترجمة مثل ما ذكرنا في مطابقة الحديث الأول .
ذكر رجاله وهم ستة الأول علي بن عبد الله المعروف بابن المديني تكرر ذكره الثاني هاشم بن القاسم أبو النضر التميمي ويقال الليثي الكناني قال الواقدي مات ببغداد يوم الأربعاء غرة ذي القعدة سنة سبع وثمانين مر في باب وضع الماء عند الخلاء الثالث عبد الرحمن بن عبد الله مر في باب الذي يغسل به شعر الإنسان الرابع أبوه عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب مر في باب أمور الإيمان الخامس أبو صالح واسمه ذكوان الزيات السادس أبو هريرة رضي الله تعالى عنه .
ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع وفيه أن شيخه من أفراده وأنه بصري وأن هاشما خراساني سكن بغداد وعبد الرحمن وأباه وأبا صالح مدنيون وفيه رواية الإبن عن أبيه وجعل أبو العباس الطرقي هذا الحديث والذي قبله حديثا واحدا ورواه مالك في ( موطئه ) عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح فوقفه على أبي هريرة وقال أبو عمر ورواه عبد العزيز بن أبي سلمة عند النسائي عن عبد الله بن دينار سأل عن ابن عمر عن النبي قال وهو عندي خطأ والمحفوظ حديث أبي هريرة وقال أبو عمر حديث عبد العزيز خطأ بين في الإسناد لأنه لو كان عنده عبد الله بن دينار عن ابن عمر ما رواه عن أبي هريرة أبدا ورواية مالك وعبد الرحمن ابن عبد الله فيه هي الصحيحة وهو مرفوع صحيح وعند الترمذي من حديث ابن مسعود مثله وقال حسن صحيح وعند مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله قال ما من صاحب إبل الحديث وقد ذكرناه عن قريب .
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن عبد الله بن منير عن أبي النضر وأخرجه النسائي في الزكاة عن الفضل بن سهل عن الحسن بن موسى الأشيب عن ( عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ) عن أبيه وروى النسائي أيضا من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله إن الذي لا يؤدي زكاة ماله يخيل إليه ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان قال فيلزمه أو يطوقه قال فيقول أنا كنزك أنا كنزك .
ذكر معناه قوله من أتاه الله تعالى بمد الهمزة أي من أعطاه الله قوله مثل له أي صور له ماله الذي لم يؤد زكاته شجاعا أو ضمن مثل معنى التصيير أي صير ماله على صورة شجاع وقال ابن الأثير ومثل يتعدى إلى مفعولين تقول مثلت الشمع فرسا فإذا بني لما لم يسم فاعله تعدى إلى مفعول واحد فلذا قال مثل له شجاعا أقرع قلت التحقيق فيه أن قوله مثل على صيغة المجهول الضمير الذي فيه يرجع إلى قوله مالا وقد ناب عن المفعول الأول وقوله شجاعا منصوب على أنه مفعول ثان وقال الطيبي شجاعا نصب يجري مجرى المفعول الثاني أي صور ماله شجاعا وقال ابن قرقول وبالرفع ضبطناه وهي رواية الطرابلسي